الأحد، 4 مايو 2025

الإبراهيمية بحافظة الشرقية بقلم : صديق أحمد العجوز عام 1948 م


 الإبراهيمية بحافظة الشرقية بقلم  : صديق أحمد العجوز عام 1948 م



ابراهيم باشا بن محمدعلى باشا

 هي إحدى بلاد - مديرية الشرقية - المعروفة ، ويرجع تاريخ إنشائها إلى أوائل القرن التاسع عشرسنة ۱۸۲۹ م ، ولا غنى للباحث عن تاريخها من الرجوع إلى تاريخ حرب المورة إحدى الجزر اليونانية .

 حرب المودة :


قد ثارت اليونان فى عام سنة ۱۸۲۰م ضد الحكم العثماني، وحاول الباب العالي إخمادها بمختلف الحملات فلم يوفق، بل استفحل شرها ، وعظم خطرها ، وتعددت مذابحها وأخيراً لجأ الباب العالى إلى محمد على باشا والى مصر ليستعين بجيشه على قمع هذه الثورة ، وتقابل الأسطولان المصرى والتركي في جزيرة رودس ، وولى إبراهيم باشا قيادة هذه الحملة التركية المصرية سنة ۱۸۲۱م خضعت له معظم بلاد المورة ، وسقطت أهم مدن اليونان ومنها أثينا .

عند ذلك تدخلت الدول الأوربية خوفا من نتائج ذلك النصر ، وحدثت معركة - نفارين – المشهورة التي انتهت بتدمير الأسطول المصرى العثمان بينما كان البطل إبراهيم باشا في داخل البلاد يطارد اليونانيين .


وتحت تهديد الدول الأوربية المنتصرة استدعى محمد على باشا ابنه إبراهيم باشا من بلاد اليونان ، فعاد إبراهيم باشا من المورة ، ومعه بعض الأسر الإسلامية التي ناصرته وساعدته في هذه الحرب ، والتي خافت على نفسها شر الفتنة الدينية التى اشتعلت بين المسلمين والمسيحيين هناك. عاد إبراهيم باشا ومعه هذه الأسر ليسدى لهم من المعروف جزاء ما أسدوه له من نصر ومساعدة .


بدء تاريخ الابراهيمية  ۱۸۲۹-۱۸۲۸ م :


وهنا يبدأ تاريخ الإبراهيمية حيث وقع اختيار إبراهيم باشا على مكانها لتكون مقرا لبعض هذه الأسر التي حضرت معه من المورة ، ولذلك سميت بالإبراهيمية نسبة إلى منشئها إبراهيم باشا ، كما عرفت باسم المورلية - لأن تأسيسها كان على أيدى المهاجرين المولية حيث أنعم عليهم بأراضيها إبراهيم باشا ، وقسمها عليهم فجعل لكل عائلة منهم ٣٠ فدانا فأقاموا بها، وبنوا فيها منازل ، وصارت بلدة عامرة من ذلك التاريخ بعد أن كانت مستنقع مياه ، ولذا أطلق عليها أيضا اسم العمارة لهذا السبب ([1]).


وأهم هذه الأسر التي أسكنها إبراهيم باشا بلدة الإبراهيمية هي : (حفيظ - والأسطى – والحاج بليغ والى الكبير - العجوز - موشلى - المرعشلى - بكير ليده – مرتضى-عبوش - أبو زيكو - عريف - دلیب - خربوطلي - اشكدرلى - ملطيلي - جليل – شكرى).


وقد كانت الإبراهيمية في أول عهدها تمثل الحضارة العربية والروح الدينية . فقد كانت بيوتها منظمة منسقة كما اشتهر أهلها بالتفنن في طهو الأطعمة والحلوى على الطريقة التركية ، كما كانوا يحيون الليالي بالغناء والموسيقى ترفيها عن نفوسهم، وفي شهر رمضان كانوا يفتحون بيوتهم ، ويستحضرون مشاهير القراء لتلاوة القرآن وإحياء لياليه إذ كان يفد عليهم كثيرون من أهل القرى المجاورة

.
نظام الإدارة بالإبراهيمية :


وقد نصب إبراهيم باشا على المورليين في بلدة الإبراهيمية أربعة من أعيانهم كالعمد في بلاد الريف فلما ماتوا خلفهم أخلافهم ، وكان بها مجلسان للدعاوى والمشيخة ([2](.
ولما استفحل العمران بالإبراهيمية ، واستوطنها كثير من سكان البلاد الأصليين الذين كان يلقبهم المرليون - بالمصريين - نشأ بين الفريقين حب التنافس ورفض كل منهم أن يخضع لحكم الآخر . لذا أجابت الحكومة إلى مطالب المصريين الأصليين، واختارت لهم من بينهم عمدة ، وبذلك صار للإبراهيمية عمدتان أحدهما مورلى لأبناء جنسه ، والآخر مصرى لبني جنسه ، ولم يستمر هذا النظام إلا فترة وجيزة عاد بها الحكم لعمدة واحد يختار من بين أهل البلدة جميعا بعد أن ارتبط الفريقان برباط المحبة والنسب .


عطف البيت المالك على المورلين :


وقد كان هؤلاء المورليون الذين استوطنوا الإبراهيمية محل عطف ورعاية من البيت المالك الكريم كما كان لهم من الحظوة ما مكنهم  : 

من أن يجيروا الفارين من السخرة والعمليات والجندية .
كما منحوا امتيازات كثيرة منها إعفاء أولادهم من الجندية وأعمال السخرة التي ذاق الأهلون في ذلك الحين مرارتها.


وهذا مما ساعد على زيادة عدد سكان الإبراهيمية زيادة كبيرة


مركز بوليس الإبراهيمية :


قامت الحكومة بإنشاء مركز بوليس بها سنة ۱۸۸۰ م ، ولقد كان من حسن حظ هذا المركز أن عمل فيه ( شاعر النيل الكبير المرحوم حافظ بك إبراهيم ) بوظيفة معاون بوليس المركز من 24/3/1895 م الى 15/10/1895 ([3])


مدرسة ابتدائية قديمة :


كما أنشأت نظارة المعارف بالإبراهيمية مدرسة إبتدائية أميرية للبنين سنة 1897م ةتخرج منه الكثير ذوى الحيثيات والشأن .


حالتها الاقتصادية والتجارية


وفي ذلك الحين بلغت الحالة الاقتصادية والتجارية في الإبراهيمية مستوى عاليا ، فقد كان فيها غير محلج لحليج الأقطان ، ومعامل لتربية دودة الحرير وصناعة الحرير ، وقد استحضر لذلك إبراهيم باشا عائلة متخصصة في ذلك من القليوبية، وعلى رأسها المرحوم الحاج إبراهيم البجشونجي ، وما زالت هذه العائلة بالإبراهيمية إلى الآن: كما تعددت متاجرها الكبيرة التي كانت مقصدا الكثير من تجار الأقاليم المجاورة ، وقد كانت ملاحتها
النهرية تجلب لها كثيرا من الخيرات لاتصالها بالنيل وبالبحيرات.


مبانيها :


و من نشاط أهلها أنهم كانوا يتبارون فى إنشاء المباني على أحسن طراز، ومن أهم دورها حينئذ ذلك القصر العظيم الذى ابتناه إبراهيم باشا لنفسه فيها في الناحية الشمالية منها . وفي المكان المعروف الآن – بعزبة القصر - نسبة إلى هذا القصر العظيم الذى كان يتخذ منه إبراهيم باشا مقراً له عند تشريفه للإبراهيمية وكثيرا ما كان يشرفها .


نکسه بالا براهمية :


وفي سنة ١٨٤٨مأصيبت الإبراهيمية في منشئها وراعيها - البطل الخالد - إبراهيم باشا فأصابتها نكسة واضمحلت بعدها تدريجا ، وكان من أثر ذلك حرمانها من المدرسة الابتدائية سنة ١٩٠٣م ومن مركز البوليس سنة ١٩٠2م فنقلت المدرسة إلى مصر القديمة، ونقل المركز إلى كفر صقر.


وظلت الإبراهيمية محرومة من مركز البوليس حتى سنة ١٩١٥م حيث أنشأت فيها وزارة الداخلية  "نقطة البوليس»، وظلت الإبراهيمية كذلك محرومة من المدرسة الابتدائية حتى سنة ١٩٤٥ حيث أنشأت وزارة المعارف بها المدرسة الابتدائية للبنين في الخامس من نوفمبر 1945 م الموجودة الآن وعدد تلاميذها ٢٤٠ تلميذا سنة
١٩٤٨ م ويقوم الآن إلى جوار هذه المدرسة الابتدائية :

1- مدرسة ريفية نموذجية

2- مدرسة أولية للبنين

٣ - مدرسة أولية للبنات

حيث ضمت لك المدارس الثلاثة أكثر من ٥٠٠ تلميذ وتلميذة


ملاحظة : تعداد الإبراهيمية منذ ٦٠ سنة : ۳٩٢٢ نسمة، والآن أكثر من ١٤٠٠٠ نسمة.
زمام الإبراهيمية منذ ٦٠ سنة : ٢٥٥٦ فدانا ، والآن ٣١٥٨ فدانا .

 

صديق أحمد العجوز

من أهالي الإبراهيمية ومدرس بالمدرسة الابتدائية بها

1948م

 

الإبراهيمية  بمحافظة الشرقية  بقلم محمد العدوى

 

في عام 1827 م. قرر إبراهيم باشا منح إقطاعية من أراضي الشرقية لأعوانه من الألبان والأرمن والشراكسة والأتراك الذين ساندوه في حرب اليونان مع منحهم امتيازات لهم ولذريتهم من بعدهم منها إعفاؤهم من الجندية ومن أعمال السخرة مما سهل الزيادة السكانية فيها عن غيرها في وقت قياسي ، وعرفت الإقطاعية أول الأمر باسم المورلية نسبة إلى سكانها العائدين من المورة لكن بعد ذلك أطلقوا اسم إبراهيم باشا على البلدة الجديدة التي تأسست لإدارة هذه الإقطاعية والتي أقيمت على موضع بحيرة تم تجفيفها وبني بجوارها قصر للباشا ..

ومن أهم هذه الأسر التى سكنت الإبراهيمية هى : حفيظ ، الأسطى ، الحاج ، بليغ ، والي ، الكبير، العجوز ، شمت ، المرعشلى ، بكير ، ليدة ، مرتضى ، أبو دقن ، جليل ، عبد المجيد ، عبوش ، أبو زيكو ، عريف ، دليب ، خربولطي ، موشلي ، ملطي ، شكري ، البخشونجي ، وكانت منهم عائلات متخصصة في صناعة الحرير فأنشأوا محالج لحلج الأقطان ومعامل لتربية دودة القز ومصانع لصناعة الحرير فازدهرت البلدة في وقت قياسي وتحولت إلى مركز اقتصادي وتجاري هام في الشرقية وجذبت التجار اليونانيين وعمرت بالحوانيت والمقاهي والأسواق ..

جاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية : " أنشئت في سنة 1827 بعد عودة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا الكبير من حرب المورة وسميت باسمه لتخليد ذكره ، ويقال لها العمارة لحداثة عمارتها أو المورلية نسبة إلى من نزل بها من مهاجري المورة ببلاد اليونان في ذلك الوقت حيث أنعم عليهم إبراهيم باشا بأطيانها فقسمت بينهم وأعطى لكل عائلة منهم ثلاثين فدانا فأقاموا بها وبنوا فيها دورا لهم وصارت بلدة عامرة من ذلك الوقت ، وبقيت أطيانها في أيديهم بلا مال لإصلاح أرضها فأصلحوها وعمروا أرضها إلى أن ربط عليها العشور في سنة 1272 هـ ..

وكانت الإبراهيمية من قرى مركز القنايات وفي سنة 1881 أنشىء بها مركز جديد باسم الإبراهيمية ولكن لم تطل مدة إقامة ديوان المركز بها لبعدها في ذلك الوقت عن السكة الحديدية ، وفي سنة 1884 صدر أمر بنقل ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى إلى بلدة كفر صقر حيث أنشىء بها مركز جديد لوقوعها على السكة الحديدية مع بقائه باسم الإبراهيمية ، وفي سنة 1896 سمي مركز كفر صقر وألحق به القرى التي تحيط ببلدة كفر صقر ، وقد ترتب على تكوين هذا المركز الجديد فصل ناحية الإبراهيمية ونواح أخرى وإلحاقها بمركز ههيا ".



[1] يراجع كتاب الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك سنة ۱۳۰٦ هـ طبعة أولى جزء ۸ صفحة ١٣ أسر الإبراهيمية المورلية

[2] يراجع كتاب على باشا مبارك - سالف الذكر

[3] يراجع ديوان حافظ إبراهيم طبعة 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق