أعمدة الهواتف الخشبية القديمة
أعمدة
الهواتف الخشبية القديمة من إرث المجتمع الريفي والحضرى الذي كان حاضرا في أغلب المجتمعات العربية
وفى مصر قبل نحو خمسة عقود من الزمن وأكثر، وهي -إن وجدت في ايامنا الراهنة- شاهد على
طابع قديم مضى، يحكي زمن بيوت اللِبن والطين في مجتمعاتنا
القديمة والطوب الأحمر من القمائن.
وكانت
تستخدم الأعمدة الخشبية في السبعينيات حتى أواخر الثمانينيات وكانت تمد
أسلاك الهواتف الأرضية فوقها وتثبت بما يسمى «الفناجين أو الكوبيات»، قبل ثورة شبكات
الاتصالات في العصر الحديث. وهذا الإرث يعود إلى عصر الهاتف الماناويل»
الثابت الذي يستخدم البدالة والاقراص، وكان يعتمد بالاساس على موظف
السنترال أو التحويلة الذي يقوم بتوزيع الاتصالات وتوصيلها بين الناس، فلم يكن هناك
اتصال مباشر دون المرور بالسنترال الذي يقوم بتحويل هذه الاتصالات، حيث كان هاتف واحد
في كل قرية موجود اما لدى دكان الحي أو في او كبير القرية .
وكانت فى مصر تمتد
بطول أشرطة السكك الحديدية ويوجد بها كثير من الأسلاك المثبته فى الكوبايات أو
الفناجين وكان يوجد مثلها يمتد من التحويل الى القرى والكفور لكن بعدد قليل من
الأسلاك ولم يعد موجود منها ألا القليل بههيا أو يكاد يكون العمود الوحيد على محطة
سكة حديد ههيا الموجود بالصور وكانت أرقام التليفونات ذات ارقام ثلاثية .
هذه
الاعمدة تم هجرها منذ عقود وبقيت لوقت من الزمن ثابتة في اماكنها قبل أن يتصرف بها
الجهات المسؤلة عنها ويستخدمونها في أشياء أخرى ، وفي بلاد اخرى عربية
تم الاستفادة منها بعمل حدائق ذات طابع ريفي باستخدام اخشابها للمحافظة
على تراث مجتمعي اصيل وكانت موجودة على خطوط السكة الحديد بشكل ملحوظ على طول
السكة الحديد.
لم يتبق
من هذه الأعمدة فى مصر إلا القليل الذي ربما بقي وتد
ثابت في الأرض بسبب ما أو آخرفى المكان الموجود فيه، هذا العمود الذي
ما زال شامخا على صخور محطة سكة حديد ههيا بجوار المكان الذى فيه البلوك على رصيف
رقم 2، حيث كان امتدادا لشبكة اتصالات كانت
تربط المدينة وقراها والمحافظة بجارتها منالقرى و المدن والمحافظات الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق