بلبيس - – تاريخها - موقعها الاستراتيجي - القبائل الضاربة حولها - بلبيس الحديثة
۱ – تاريخها ٢ - موقعها الاستراتيجي ٣ - القبائل الضاربة حولها 4- بلبيس الحديثة
1- تاريخها
بلبيس مدينة عميقة فى التاريخ عاصرت البطالسة والرومان والعرب، ولها في
التاريخ الروماني والعربي خاصة شأن كبير . قال المقريزى . إنها
(بلبيس) سميت في التوراة جاشان ، وفيها نزل يعقوب لما قدم على ابنه يوسف عليهما السلام فأنزله بأرض جاشان، وهى بلبيس إلى
العلاقة .. وفي خطط المقريزى أيضا أنها كانت
تسمى قديما فلبيس أو فلابيس ، وهى أشهر بلاد الشرقية خصوصا في الأعصر الماضية،
وكانت قاعدة خط الحوف وكرسيه، كما قيل إنها
كانت تسمى بيس بحذف الباء واللام نسبة إلى امرأة من الملوك نزلت
هناك قسميت بها ثم ضم إليها كلمة بل ، فصارت بلبيس أى بيس الجميلة، وقيل
أيضا إنها كانت تسمى " بل بلاس " أي القصر الجميل ، وأكبر
الظن أن هذه التسمية جاءت نسبة إلى القصر الذي كانت تنزل فيه " أرمانوسة " ابنة المقوقس عظيم القبط وحاكم
البلاد في عهد الرومان .
من كل هذا يتبين لنا أن أول ماظهرت بلبيس فى التاريخ كان ذلك فى عهد سيدنا
يوسف عليه السلام وأنها مدينة قديمة جدا، وأنها كانت من كبريات مدن البلاد،
بدليل أنها كانت كرسيا لوادى الحوف الكبير.
ولما قدم عمرو
بن العاص لفتح مصر عسكر بالقرب من بلبيس فى مكان يقال له الآن كفور العايد على
بعد ه كيلومترات من بلبيس فى الطريق إلى أبي حماد.
وهناك حدثت بينه وبين الروم أول معركة هامة حشدوا فيها فرسانهم حيث انتصر فيها العرب الذين استشهد بعضهم ، وكان فيهم عدد من
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فدفنوا في نفس المكان ، وأهل العايد يطلقون عليه اسم المشهد ، منقولا عن آبائهم
وأجدادهم جيلا بعد جيل. وقد قتل من الروم
في هذه المعركة زهاء ألف فارس ، وأسر منهم نحو ثلاثة آلاف ، ودخل عمرو بلبيس العظيمة ، وبها أرمانوسة ابنة المقوقس فى
عصرها الجميل حيث نقلها أبوها من الفسطاط إلى هناك في انتظار قسطنطين ابن الأمبراطور هر قل ليبنى بها ، وإن فى اختيار
المقوقس لهذا المكان تتزوج فيه ابنته بابن
أكبر عاهل في العالم إذ ذاك لدليلا على أن لبلبيس شهرة تاريخية عظيمة ، وأنها أليق
كان وأطيبه لهذه الزوجة الفريدة ، وأخذت أرمانوسة ، وجميع مالها وسائر ما
كان القبط في بلبيس ، وسيرت إلى أبيها مكرمة مع
قيس بن العاص
وقد أعطيت بلبيس إقطاعات العرب الذين فتحت مصر على أيديهم كما نقلت قبيلة
قيس إلى هذا المكان في عهد الأمويين وفى عهد هشام بن عبد الملك رأى عبيد الله بن
الحجاب الوالى إذ ذاك أن لاتستاثر قيس بهذا
المكان الرغد وطلب إلى هشام أن يسمح له باستقدم بعض بيوت من القبائل الأخرى فسمح
له فاستقدم مائة بيت من نضر ومائة أخرى من
بني سليم وأعطاهم أموالا من صدقة العشور اشتروا بها الجمال والخيول ، واشتغلوا بنقل
الغلات إلى بحر القلزم ؛ كما اشتغل كثير منهم بعد ذلك بالزراعة وألفوا حياة الاستقرار
؛ كما استقدم الفاطميون والمماليك أفخاذاً وبطونا من القبائل العربية وأنزلوها ببلبيس
، ولهذا غلبت على هذه المنطقة الروح العربية لانتشار العنصر العربي بها أكثر من
غيرها ، ولم تزل بلبيس من مدائن مصر الكبار حتى نزل بها( فيرى ) ملك الأفرنج
فأخذها عنوة بعد حصار طويل ، وخربها وقتل منها آلافا عما يدل على أنها كانت مدينة
قوية زاهرة. وقد ذكر المؤرخون أنه كان فيها عمارة كثيرة ، وعدة بساتين ، وكان أهلها
أصحاب يسار ونعمة ، ، ثم عادت فظهرت فى التاريخ مرة أخرى ، ونمت وازدهرت لاتخاذها
محطة عظيمة للقوافل القاصدة إلى بلاد الشام ، وإلى بلاد العرب عبر برزخ السويس
ولموقعها الاستراتيجي الهام .
2 - موقعها الاسترانجي
تقع بلبيس على حافة الصحراء الضاربة إلى برزخ السويس فصحراء سيناء فبلاد
الشام ، وكانت حتى عهد قريب جدا فوق تل مرتفع يشرف على الدلتا من ناحية وعلى
الصحراء من ناحية أخرى ، ولهذا كانت الحصن الأول في وجه المغيرين كما كانت المركز
الذى تخرج منه الغارات إلى بلاد الشام ، فهي كالدرع الذي يقى الدلتا شر الغارات
الأجنبية ، ولقد رأينا حينما غزا العرب الشام كيف أشار الأمبراطور على المقوقس أن يجعل
خط دفاعه الأول في بلبيس فأرسل إليها آلافا من الفرسان الروم وهم الذين التحم بهم
عمر و بن العاص ثم رأينا كيف أنزل بها بيوت من القبائل العربية التى اشتهرت
بالقتال على أنهم على مر الزمن تركوا الحرب واشتغلوا بالتجارة والزراعة فضعفت فيهم
الروح الحربية إلى أن دخلها الأفرنج بقيادة ملكهم " مرى " و دمروها لشدة مقاومتها إياهم .
ولم يكن يخفى على أحد في
العصر الحديث هذا الموقع الاستراتيجى الهام ، وقد ظهر أثر ذلك جيدا حين اشتد
التنافس الاستعمارى بين ألمانيا من جهة وبين بريطانيا من جهة أخرى . وحينما بدأت
ألمانيا تصادق السلطان ، وتتخذ ذلك ذريعة للولوج إلى الشرق ، لاحظت ألمانيا في
موقع بلبيس أهمية خاصة ، فاشتروا في أوائل القرن الحالى إقطاعية على حافة الصحراء
على بعد كيلو واحد من بلبيس ليستغلوا هذا الموقع إذا جد الجد والتحم الفريقان ،
ولم يكن ذلك خافيا على الانجليز الذين سارعوا عندما أعلنت الحرب سنة ١٩١٤ إلى الاستيلاء
على هذه المستعمرة حيث أنشئوا معسكرا كبيرا غص بالجنود الانجليز ؛ كما أنشئوا
مركزاً لتموين جيوشهم في هذا المكان ، وكما سارعوا فى أوائل الحرب الأخيرة سنة
١٩٣٩ إلى إنشاء مطار في هذا المكان لم يخلوه إلا بعد نهاية الحرب فى نهاية سنة
١٩٤٦ ، وقد أنشئت مكانه مدرسة مصرية لتعليم الطيران تابعة لوزارة الحربية والبحرية
المصرية .
-3 القبائل الضاربة في إقليم بلبيس :
نظرا لما نشاهده في بلبيس من تغليب البيئة والصفات العربية رأينا أن تفرد
بحثا خاصا للقبائل التي نزحت من مواطنها واستوطنت هذا الصقع الذى يلائم طبيعتهم
لوقوعه على حافة الصحراء فنقول :أهم القبائل الضاربة فى هذا الإقليم هى : العايد،
والطحاوية ، والبياضين، والحويطات، والمعازة، والعبابدةومطير ، والقاطنون منها
المتوطنون الذين اتخذوا بلادا وقرى هم قبائل العايد ، والطحاوية، والبياضين، ومطير
أما القبائل الأخرى فليس لها موطن معين ولا قرى معروفة ؛ لأنهم عرب رحل يعيشون في
الصحارى
وراء أنعامهم وأشهر هذه القبائل وأعرقها وأقدمها قبيلة العايد، فإن لها في
كتب التاريخ مثل المقريزى ، والجبرتي ،و مروج الذهب وغيرها من أمهات كتب التاريخ
فصولا مسهبة جاء فيها بإيجاز : أن قبيلة العايد بطن من طى أصلها من اليمن نزحت إلى
الحجاز عقب الإسلام، واستوطنت نجدا إلى القرن السادس للهجرة ، ثم قدمت مصر في
القرن السابع حيث استقدمها الملك الظاهر بيبرس ) أحد ملوك دولة المماليك ، وعهد
إليها خفارة
المحمل الشريف وحماية الحجاج من غارات العرب الذين كانوا يسلبونهم ،
وينهبون المؤن التي كانت ترسل من مصر إلى الحرمين الشريفين وقتذاك ، فحضر شيخ
العرب محمد العايدى الكبير وأتباعه حوالى سنة ٦٥٠ هجرية ونزلوا بأرض بطحاء بحرى
مدينة بلبيس بنحو ٥ كيلومترات فاستوطنوها وأنشئوا بها بلادا وقرى تعرف الآن ببلاد
العايد أو كفر العايد، وقد أقطعهم السلطان الظاهر بيبرس تلك الجهات فتملكوها
واحترفوا الزراعة على مر الزمن ، واختصوا بزراعة النخيل ؛ وقد ساعدهم على زراعته
والإكثار منه وجود الثمر الذي أحضروه معهم من بلاد العرب فكانوا كلما أكلوا تمرا
غرسوا نواه فنما بسرعة لخصوبة الأرض، ولنخيلهم هذا شهرة فائقة الجودة ثمره وتعدد
أنواعه ووفرة محصوله . الأمر الذى حفزهم على تخصيص سوق لتصريفه تعرف ، بسويقة
العايد، يؤمها التجار من شتى البلاد وأقاصيها لمشترى البلح العايدى والاتجار به
طوال مدة موسم البلح ، وهو الذى تنادى عليه الباعة باسم " البلح العايدي ".
وأشهر عائلات العايد عائلة شيخ العرب إبراهيم، وشيخ العرب أيوب، وحسن أباظة
، وصيام ، والأعسر. وسرعان ما اندمجت هذه العائلات في الحياة
الاجتماعية وتثقف أفرادها بثقافة العصور المتتابعة حتى نبغ فيهم فى عهد محمد على
باشا الكبير العظماء، أمثال : شيخ العرب إبراهيم العايدى ، وقد كانت له مكانة
ملحوظة عند الوالى ، وكذلك شيخ العرب أيوب سليمان العايدى ، وشيخ العرب حسن أباظة
العايدى ؛ والعلماء أمثال الشيخ محمد على إبراهيم العايدى، والشيخ أبو سالم
العايدى، والشيخ على الأعسر ، والشيخ محمد عسكر :والموظفون أمثال السيد أباظة
باشا ، وسليمان أباظة باشا ، وأحمد أباظة باشا ، وإسماعيل أباظة باشا ، والدكتور خليل العايدى ، والسيد أيوب بك ، والحاج حسين
الأعسر . وذرية هؤلاء يمثلون مناصب سامية في مختلف نواحى الدولة إلى الآن
أما الطحاوية فهى بطن من قبيلة الهنادى المنتشرة في شتى أنحاء البلاد
انحدرت من جهة الغرب منذ قرتين من الزمان ، ونزلت بناحية الزورة " السعادات
الآن" واستوطنتها ، واندمجت بأهلها ، واحترفت الزراعة وعنيت بتربية الخيل .
ومنذ بضع سنوات أنشأت القبيلة لها قرية بالبر الشرقى للترعة الإسماعيلية شرقى
السعادات سميت باسمها، الطحاوية ، وعمدتها الشيخ طلب راجح الطحاوى. ومن عرب
الطحاوية فخذ يسمى « الفواخر" وموطنها ضواحي بلبيس ، وفخذ آخر يسمى"
البهجة" وموطنها الخاصة الملكية قرب إنشاص ، ولهذه القبيلة فرع نما وتكاثر
وأصبح له شأن كبير في مركز فاقوس.
أما البياضين فهم حديثو عهد بإقليم بلبيس حلوا بالقرب من بلدة بردين في
قرية نوبة والدهاشنة وبها عدة مساكن تعرف بعزبة البياضين ؛ وهم فئة قليلة يعيشون
على تجارة الأغنام، ومنهم جماعة احترفوا الزراعة ،وآخرون تخصصوا في نسج الأكلمة
والأخراج وما شاكلها .
ومن القبائل المنتشرة فى مركز بلبيس قبيلة مطير - أو بنو عطا - وهى بطن من
عبس كانت تسكن أيام النبي صلى الله عليه وسلم بلاد العرب ثم دخلت مصر بدعوة من
الفاطميين أيام العزيز ونزلت بمصر العليا ومصر السفلى ، فسكن جزء كبير مركز الصف
بالجيزة ، ويسمون بعرب الحصار، وجزء منهم بمديرية الشرقية متفرقين في قرى مركز
بلبيس. ومن هذه القرى عرب كل الجراد، والعواصية ، ومنية سنتا ، والعيداروس والثفانية،
وسندنهور ، والجبلة .
وهذه القبيلة أكثر القبائل العربية محافظة على تقاليدها وطباعها، وجلهم
مستوطنون ، والقليل منهم منتجعون وراء الأغنام ، ولهذه القبيلة عادات غريبة في
أفراحهم وأعيادهم وسوامرهم يطول الحديث فيها : كما أنها لازالت باقية على تراث
السالفين من الأطعمة ، فتجد مأ كلهم الحريرة والعصيدة ، والجريشة، والمجالة، والمرققة،
والمفورة ، واللصيحة. وكلها تحتوى على الخبز الطازج واللين مطبوخا بالسمن،
وكل منها يصنع على هيئة خاصة ،وهذه القبيلة لازالت بها النعرة القديمة ، فلا تزاوج
مع الفلاح مطلقا مهما علا ، واغتنى، ومن الأمثلة المحببة إليهم التي تقع من نفوسهم
موقع العقيدة و (يأكلها التمساح ولا
يأخذها الفلاح) وهو مثل مشهور من حاد عنه أودى بحياته وحياة أسرته. كما أنها لا
تزوج القبائل الأخرى إلا إذا كانت حليفة لها ، ولكن بمهر مضاعف
.
-4
بليس
الحديثة :
من أكبر مدن الشرقية ، عدد سكانها ٢٣٦٩٤ ، يتبعها ناحية عدد سكانها جميعا
١٨٠٣٠٥ ، وأشهر نواحيها مشتول السوق وعدد سكانها ١٤٢٦٨ ، وإنشاص الرمل ، وكفور
العايد ، والزوامل وغيتة ، والعدلية ،وكفر إبراش ، والبلاشون ، وشبرا النخلة وهى
النواحي التي يزيد عدد سكانها عن ٥٠٠٠ نفس - ولقد كانت مدينة بلبيس إلى عهد قريب
تقع على تل مرتفع يشق وسطها شارع مسقف يسمى " القيسارية" وكان به أهم
المحال التجارية . وبعد سنة ۱۹۳۰ أزيل التل الذى كانت تقام عليه وبنيت مكانه البلد
من جديد في مستوى
الأراضى الزراعية المحيطة بها، وقد استفاد أهلها كثيرا من الأتربة العضوية
التي كانت تباع سمادا طيبا للزراعة،والمزروع في مركز بلبيس ۱۰۰٫۰۰۸ فدان ، منها
۱۳٫۳۳۸ مملوكة للحكومة ، والباقي وقدره ۸۱۸۲۰ فدانا عمل که ۳۱۸۲۰ شخصا منهم ١١
شخصا يملكون وحدهم ٣٧,٧٥٣ فدانا يقابل ذلك أن ۱۲۷۸۳ شخصا يملكون ١٩٦١٩ فدانا فقط
وذلك كما جاء فى إحصائية سنة ۱۹۳۹ ، والزمن الذي مر منذ ذلك التاريخ حتى الآن كان
في مصلحة الفريق الأول ، ولعل سبب ذلك أن رؤوسا كبيرة وضعت أيديها على مساحات
واسعة من الأراضي التي لم تكن صالحة للزراعة وعملوا فيها بيد الإصلاح حتى صارت
إقطاعات زراعية طيبة تنتج النمر الوافر ، والخير الكثير .
وجزء كبير من أراضى بلبيس رملى وتزرع به الحناء ، وقد أدخلت زراعتها في هذا
المكان في عهد سعيد باشا سنة ١٨٦٨ ثم النخيل والفواكه والسمسم والفول السوداني ثم
القمح والذرة فالقطن في الأرض السوداء ،وزراعة البساتين مزدهرة فى بلبيس من قديم
الزمان . فقد ذكر المقريزى، بلبيس أشهر بلاد الشرقية وفيها مقدار عظيم من النخيل
والأشجار والبساتين ، ولا تزال تحتفظ بهذه الميزة وبساتين الخاصة الملكية وبساتين بركات
خير شاهد على ذلك.
والصحراء فى بلبيس ميدان واسع للاستغلال باستصلاحها ، وتحويلها إلى أراض
زراعية بمجهود غير كبيرخصوصا بعد أن أنشأت وزارة الأشغال تفتيشا للصحارى
لاستغلالها من الناحية الزراعية ولا يكلف ذلك إلا توصيل الماء إليها بأحد أمرين :
إما بحفر ترعة على بعد كيلومترات من الترعة الإسماعيلية في الناحية الشرقية منها
تأخذ من النيل رأسا من أمام قناطر محمد على، أو بتوسيع الترعة الحالية ثم حفر ترع
رأسية بالنسبة لهذه الترعة تشق فى الصحراء إلى بضع كيلو مترات، وينشأ عند نهاية كل
ترعة آلة رافعة تصب في ترعتين
صغيرتين جانيتين تتجهان شمالا وجنوبا .
وبلبيس إلى جانب ذلك مدينة صناعية، أهم ما يصنع فيها عصر الزيوت النباتية ،
وخاصة السمسم وطحن الحناء في قرية العدلية والنسج بواسطة الأنوال اليدوية ، ولا
يضارعها في ذلك مدينة أخرى في الشرقية ؛ففي بلبيس ونواحيها نحو ۷۰۰ نول يدوى ، ولا
يكاد يخلو بيت في بلبيس منها . على أن هذه الصناعة الأخيرة قد نمت و ازدهرت أيام
الحرب بدليل أنه كان بها سنة ۱۹۳۹ : ۸۸ نولا ، وهذه الزيادة جاءت نتيجة حتمية لامتناع
الوارد من المنسوجات فى أثناء الحرب الأخيرة . ولهذا قد يخشى عليها من الزوال إن
لم تجار الزمن
و تقبع الطرق الصناعية الحديثة. ويسرني أن أذكر أن بعض المشتغلين بها قد
فكروا في استخدام الآلات الحديثة في هذه الصناعة، فإن فعلوا فلبلبيس مستقبل زاهر
فى هذه الصناعة التى حاز أهلها فيها خبرة ومرانا .
و من الصناعات التي أنشئت فى بلبيس حديثا ولكنها بزت فيها غيرها صناعة بناء
السفن، ويرجع ذلك إلى حفرترعة الإسماعيلية ومرورها بجانبها وهى القناة الملاحية
الهامة . وقد بلغ عدد ملاك السفن في بلبيس حسب إحصائية سنة ۱۹۳۹ : ۱۱ من جملة ملاك
السفن فى الشرقية البالغ عددهم ۱۸ .
وبعد فهذا بحث موجزعن بلبيس في قديمها وحديثها رأينا أن نكتفى به لضيق
المقام ، ولعلنا نوفق إن شاء الله إلى تأليف كتاب قائم برأسه عن بلبيس ،
والمعلومات عنها كثيرة ، وهى جديرة بأن يفرد لها كتاب خاص والسلام
.
إبراهيم محمد النجار
ناظر بلبيس القديمة
المرجع
كتاب الشرقية وسيناء بحث تنشره
منطقة الزقازيق التعيمية (1368 هجرية -1949م)
من صفحة 103الى 107
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق