الجمعة، 23 مايو 2025

وصف بحر مويس من قبل على مبارك باشا

 وصف بحر مويس  من قبل على مبارك باشا

من كتاب الخطط التوفيقية الجزء التاسع عشر  من صفحة 135الى صفحة - المكتبة الشاملة

 يعد كتاب الخطط التوفيقية دائرة معارف مصرية شاملة، من العصر الفاطمى إلى عصر توفيق. وقد حظى كتاب الخطط التوفيقية، لعلى باشا مبارك، باهتمام كبير من الباحثين، حيث أنه المكمل والموضح لكثير من الأماكن والمعالم التى تغيرت فيه أو اختفت بعد المقريزى، والتى شملها كتابه: «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط الآثار»، مما يصعب معه التحقق مما ورد وقد قسم على باشا مبارك كتابه إلى عشرين جزءا، تشمل تاريخ القاهرة ومصر منذ العصر الفاطمى حتى عصر توفيق، مع مقارنة أوضاعها القديمة بالأوضاع المعاصرة له.

الكتاب: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة

المؤلف: علي باشا مبارك [ت ١٣١١ هـ- 1894 م]

الناشر: دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة - مصر

الطبعة: الثانية المنقحة، ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

عدد الأجزاء: ٢٠

.................................

[(بحر مويس)]

 

هو بحر قديم من جملة فروع النيل المشهورة، يخرج فمه من البحر الأعظم الشرقى بجوار ناحية ميت راضى، ويمتد مشرقا لحد الزقاريق. وهى بلدة شهيرة مشيّدة. وعليه بها قنطرة شهيرة بتسع عيون معدّة للقفل، صار الشروع فى عملها سنة ١٢٤٢، وكان المباشر عملها أحمد أفندى البارودى باشمهندس مديرية الشرقية حينئذ، وكان المدير إذ ذاك حسن بيك أبانشانين، وهى مبنية بالحجر الآلة، والطوب الأحمر المجلوب جميعه من تل بسطة، وكان يستخرج بواسطة لغمجية لفكة من المبانى القديمة، وهى قوية متينة، ولم يعرها خلل من وقت بنائها إلى الآن.

ويستمر بحر مويس المذكور فى سيره مبحرا إلى حد قنطرة الصفراء بأراضى ناحية هربيط، وهناك ينقسم فرعين:

 

أحدهما: يتجه إلى الغرب، ويسمى بحر الحصان، يمر على كفور نجم والحبش والهجارسة والنجوم وهناك يجتمع مع نهاية ترعة أم الريش، ثم يستمر بحر الحصان حتى يمر على سنجها، وكفور اللبايدة ثم يسمى بحر المشرع إلى انصبابه فى بحيرة المنزلة.

 

والفرع الثانى: يسمى بحر الصفراء، ويتجه مبحرا بأطيان هربيط، وكفر الشيخ بكار، وأطيان كفور نجم من الجهة الشرقية، وهناك يجتمع مع الفرع الأول فى جزئه المسمى بحر المشرع بأطيان ناحية تل راك، وعلى بحر الصفراء قنطرتان: إحداهما: قنطرة الصفراء بخمس عيون، والثانية: قنطرة كفر بدوى.

 

وطول بحر مويس من الفم إلى قنطرة الزقازيق ستة وثلاثون ألف متر وخمسمائة متر، ومن قنطرة الزقازيق إلى قنطرة الصفراء قريب من خمسة وعشرين ألف متر، وعرضه المتوسط خمسون مترا، فيما بين الفم والزقازيق، وارتفاع المياه به فى زمن الفيضان ٧،٥ إلى ٨،٠٠، وفى زمن التحاريق من ١،٠٠ متر إلى ٠،٧٥ متر.

 

وأشهر النواحى التى عليه هى: ميت راضى، والعزيزية، ومينا القمح، وبندف، وشرويدة، وتل حوين، والزقازيق، وخلافها من جزئه الأعلى، ومن الزقازيق إلى قنطرة الصفراء يمر على الحمام، وهرية، وهيهيا، ومهدية، وهربيط، ويتعدى خلاف البلاد الموجودة على فروعه التى مرّ ذكرها.

 

ويخرج من بحر مويس أمام قنطرة الزقازيق أربعة فروع بواسطة قناطر بأفمامها:

 

[(الفرع الأول: ترعة الوادى)]

 

وهى ترعة خارجة من أمام قناطر الزقازيق بواسطة هويس، وهى معدّة لدخول وخروج المراكب منها، حفرت فى سنة ١٢٤٢ هلالية؛ لنفع جملة بلاد من الشرقية، وجهات الوادى، وقبل حدوثها صار حفر ألف ساقية معينة فى نفس الوادى، وجعلت الساقية بوجهين؛ لسقى أشجار التوت المزروع لأجل استخراج الحرير، فلما نظر فى حساب المصاريف علم عدم كفاية المزروعات للمصاريف؛ فحفرت هذه الترعة صيفية، فصارت أراضى الوادى تروى بالراحة بدون آلات، وتركت جميع السواقى، وحصل من ذلك فوائد عظيمة. وكانت تنتهى إلى بركة المحسمة، فلما شرع فى عمل الترعة المالحة؛ صار مدّ هذه الترعة لغاية نفيشة؛ لشرب الشغالة والحيوانات فانتفع بها فى الزراعة. ولما أخذت الترعة الحلوة لجهة الميرى من كبانية الكنال أطلق عليها اسم الترعة الإسماعيلية، وصار حفر الترعة المذكورة كما تقدّم، وقطعت ترعة الوادى، وصارت المياه اللازمة لأراضى الوادى تأخذ من الإسماعيلية بواسطة مصرف بثلاث عيون لذلك من جسر الترعة الإسماعيلية.

 

وطولها من فمها الخارج من بحر مويس إلى أن تصب فى الترعة المالحة ثمانية وسبعون ألف متر وخمسمائة متر تقريبا، وعرضها المتوسط أربعة عشر ألف متر، وارتفاع المياه بها زمن الفيضان ٦ متر وفى زمن التحاريق متر واحد.

 

وهذه الترعة قاطعة لمصرف أبى الأخضر والشيبينى كما تقدم.

 

وأشهر النواحى التى تمر عليها هى: شوبك بصطة، وطهرة العورة، وغزالة، وصفت الحنا، وأبو حماد والقطاوية، والتل الكبير، ويخرج منها جملة مساق صغيرة شرقا وغربا. وبها ثلاث كبريات عملت فى زمن الخديوى إسماعيل باشا سنة ١٢٨٥: أحدها بجوار أبى حماد، والثانى تحت خط السكة الحديد قريبا من الزقازيق، والثالث تحت خط السكة الحديد الموصّلة لبندر السويس بجهة نفيشة.

 

وعليها فى المسافة الكائنة بين الزقازيق والوادى ثلاث قناطر.

 

إحداها: قنطرة أبى حماد مبنية بالطوب، عملت فى زمن المرحوم محمد باشا سنة ١٢٤٢.

 

والثانية: قنطرة دوار الخشب من الطوب، عملت فى التاريخ السابق.

 

والثالثة: قنطرة التل الكبير من الطوب، فى التاريخ السالف، كل واحدة منها بعينين.

 

[(الفرع الثانى: ترعة المسلمية)]

 

هى من فروع بحر مويس، حفرت فى زمن المرحوم محمد على باشا سنة ١٢٤٣، ومن ابتداء حفرها جعلت صيفية، والذى باشر حفرها أحمد أفندى البارودى. وفمها من فوق قناطر الزقازيق بواسطة قناطر بالفم متصلة بقناطر /الزقازيق المشهورة، وهى بالبر الشرقى لبحر مويس، وتنتهى إلى مصرف أبى الأخضر فوق قنطرة العلاقمة السابق ذكرها، وتصب فى مصرف الشبانات.

 

وطولها خمسة وعشرون ألف متر، وعرضها المتوسط ٨،٠٠، وارتفاع المياه بها زمن الفيضان من ٥،٥ متر إلى ٦،٠٠ متر وفى زمن التحاريق من ١،٠٠ إلى ٠،٧٥، وخارج من فمها سبعة فروع بالبر البحرى، وأربعة فروع بالبر القبلى. وأشهر النواحى التى عليها بنو عامر، وكفر المسلمية، والعدوة،

والعواسجة، وخلافها. وعليها كوبرى من الحديد بأكتاف من البناء، تمر عليه السكة الحديد الموصّلة من الزقازيق إلى أبى كبير غربى كفر المسلمية.

 

[(الفرع الثالث: بحر مشتول)]

 

هو من فروع بحر مويس، حفر فى زمن العزيز محمد على باشا سنة ١٢٤٣ هلالية، وهو خارج من فوق قناطر الزقازيق بواسطة قنطرة بثلاث عيون مخصوصة ملصوقة بقناطر الزقازيق الشهيرة بالبر الغربى، وينتهى بالمشرع الذى ينتهى إلى بحيرة المنزلة المتصلة بأراضى صالحجر.

 

وطوله ستون ألف متر تقريبا، وعرضه المتوسط من ٣،٥ متر إلى ٤،٠ متر، وارتفاع المياه فى التحاريق ١،٠٠ متر إلى ١،٢٥، وارتفاع المياه به فى زمن النيل ٦،٠٠ متر. وأشهر النواحى التى يمر عليها هى مشتول القاضى، وكفر حمام، ومباشر، ومنزل حيان، والهجارسة.

 

وهذا الفرع ينقسم إلى فرعين عند أراضى بنيوس: أحدهما الفرع الأصلى، والثانى: يمر بأطيان بنيوس، وشيبة، والقنيات، وبهنباى، وفرسيس، والقطيفة، والإبراهيمية، وينتهى إلى ناحية النجوم، ويصب فى بحر الحصان الذى هو بحر المشرع السابق ذكره بالفرع الأول.

 

[(الفرع الرابع: فرقة أم الريش)]

 

هى من فروع بحر مويس، حفرت فى زمن المرحوم محمد على باشا سنة ١٢٤٠ هلالية، يخرج فمها من بحر مويس بحرى قناطر الزقازيق، وتنتهى بالمشرع الذى يصب فى بحيرة صان.

 

وطولها ثلاثون ألف متر، وعرضها المتوسط ١٥ مترا، وارتفاع المياه بها زمن الفيضان من ٤،٠٠ متر إلى ٥،٠٠، وفى زمن التحاريق ١،٠٠ متر. وبها قنطرة بالفم بثلاث عيون، وقنطرة كفر بدوى مثل ما قبلها تحت السكة الحديد لفرع المنصورة، بنيت فى زمن/الخديوى إسماعيل ١٢٨١ هلالية، والنواحى الشهيرة التى تمر عليها هى: الإبراهيمية، والحبش، والنجوم، وخلافها، وخارج منها جملة مساق صغيرة عديدة، وهى مارة أيضا بمركز القنيات.

ثم يمتد بحر مويس المذكور من عند قناطر الزقازيق السابق ذكرها إلى المشرع الذى يصب فى بحيرة المنزلة. وبه جملة قناطر وهى: قنطرة الصفرا، والجديدة بخمس عيون، وقنطرة كفر صقر: تحت خط السكة الحديد الموصّلة إلى المنصورة.

 

وأشهر البلاد التى على هذا الجزء هى: كفر الزقازيق، وكفر الحمام، ومشتول، ومهدية، وهربيط، وكفور نجم، وسنجها، وكفر صقر، وما يليها من بحرى، وطول هذا الجزء المعبر عنه ٤٤٠٠٠ متر، وبذا يكون مجموع هذا البحر من الابتداء إلى الانتهاء ١٠٠٠٠٠ متر.

 

وأما القناطر الكائنة به عند الزقازيق فهى مركبة من خمس عشرة عينا، منها تسع عيون بوسط البحر كما سبق ذكرها، وثلاث على اليمين بفم ترعة المسلمية، وثلاث على اليسار بفم مشتول، وتاريخ إنشاء هذه القناطر الشهيرة هو شهر رجب سنة ١٢٤٦ فى مدة العزيز محمد على باشا.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق