الأربعاء، 30 أبريل 2025

جغرافية مديرية الشرقية

 

جغرافية مديرية الشرقية

أولا - الناحية الطبيعية

- الموقع والتحديد :

تقع المديرية في جنوب شرق الدلتا ، وتكاد تنحصر بين خطي عرض ۲۰: ۳۰ جنوبا ،

 ۵ :۳۱ شمالا وخطى طول 15:31  غربا ، ۲۰:۲۲ شرقا .

ولهذا الموقع أهمية اقتصادية وحربية منقطعة النظير، لإرتكاز الشرقية على قناة السويس  المحور العالمى في التجارة والحرب وعلى وادى طميلات - الطريق التاريخى العظيم في الغزو والفتح .

السطح والتضاريس :

سطح المديرية مرتفع في الجنوب وينحدر إلى بحيرة المنزلة شمالا ، وهو مرتفع أيضاً في الشرق وينحدرمن الجزء الصحراوى المرتفع نحو الدلتا غرباً .

وتمتد الشرقية ذراعا خصبا نحو قناة السويس شرقا ، يعرف باسم وادى طميلات . ويمكن للمسافر الذى يخترق بلاد الصالحية والتل الكبير وبلبيس بوجه خاص أن يلمح حف الصحراء المرتفعة التي تطل على الأراضي الزراعية تدرجاً إلى أن تمتزج بها امتزاجاً تاماً - على أنه لابد أن يصادف ظاهرة خاصة يطلق عليها الأهالى اسم " الجزيرة "، مثل جزيرة سعود وجزيرة أبوليس وجزيرة سنجها ، وما هذه الجزيرة إلا مخلفات من صلب الصحراء، لم يتمكن النيل من غمرها وبسط غرينه عليها ، فظلت  مرتفعة تحيط بها الأراضي الزراعية المنخفضة عنها ([1]) .

وقد ارتفع شرق الدلتا من جراء اضطرابات القشرة الأرضية ، كما انخفض قاع بحيرة المنزلة وسواحلها وزالت مدن قديمة عامرة ، فأدى ذلك إلى أن صبت الفروع القديمة لشرق الدلتا في بحيرة المنزلة ، بعد أن كانت تصب في البحر الأبيض المتوسط ([2])، وما لبثت أن جفت هذه الفروع وحلت محلها النزع والمصارف الحالية .

وأهم ترع الشرقية :

1 - بحر مويس ، ويعتبر العامود الفقرى لرى الشرقية ، ويأخذ من الرياح التوفيقى عند قرية جمجرة على بعد ثمانية كيلومترات بحرى بنها ، ويتفرع من بحر مويس :

 

 

(1) بحر أبو الأخضر عند منيا القمح ، ويستمر حتى يتقابل مع ترعة الوادي الغربي عند قرية الشبانات ويكونان بحر فاقوس الذي يغزى جزءاً من مركز ههيا و أبو كبير ومركز فاقوس جميعه.

(ب) كا يتفرع من بحر مويس أمام قناطر النسعة بالزقازيق فروع أربعة : هى ترعة المسلمية وبحرمشتول والوادى الغربي والقنايات ، ويتفرع من بحر مشتول ترعة بهنباى

- ترعة الإسماعيلية : وتبدأ شمال شبرا فى تخوم مديرية الشرقية ، وتستمر حتى مدينة الاسماعيلية،ويتفرع منها ترعة الوادى الشرقى عند قرية العباسة، وعند الاسماعيلية يتفرع منها ترعة السويس التغذية منطقة السويس وترعة بورسعيد لتغذية منطقة بورسعيد، ويتفرع من ترعة الوادى الشرقى ترعة السعيدية التي تغذى مركز أبو حماد وشرق فانوس.

3- المصارف :

وأهم المصارف :

- مصرف القليوبية الرئيسي، ويبدأ فى مركز قليوب ويمتد بمركز منيا القمح وبلبيس  والزقازيق حتى  ترعة الوادى الغربي حيث يأخذ اسما جديدا هو مصرف بحر البقر الذى يخترق مراكز الزقازيق وههيا وفاقوس.

- مصرف العرين وتم نهائيا سنة ۱۹۳۹ ويبدأ بمركزههيا ويمر بمركزى أبو كبير وكفر صقر ويصب مصرف صان.

- مصرف بحر سفط ، وهو الحد الفاصل بين مركز منيا القمح والزقازيق وههيا من جهة ومركزميت غمر من جهة أخرى حادوس الفاصل بين الشرقية والدقهلية شمالا، ومصرف حادوس هذا ومصرف بحر البقر هما المصرفات الرئيسيان اللذان يتلقيان جميع مياه مديرية الشرقية ويقذفاتها في بحيرة المنزلة.

التربة :

نشاهد بالشرقية أنواعا كثيرة من تربة الأراضى الزراعية أهمها :

۱ - التربة الرملية : وتجاور الصحراء الشرقية ، ومعظم تركيبها من الرمل ( أكسيد السليكا ) ، ويمكن بعد إصلاحها زراعة الفول السوداني والسمسم والترمس والموالح وبعض الفواكه مثل : المانجو والجوافة ؛ كما ينتشر النخيل بكثرة في هذه الأراضى.

- التربة الكحلاء : تتحول التربة الرملية السابقة إلى كحلاء بعد زراعتها بالمحصولات الآتية : الفول السوداني مدة ثلاث سنوات ( وله تأثير عظيم في تحويل الأراضى الرملية إلى كحلاء ) ، والترمس والسمسم مدة سنتين ، ثم البرسيم الذى تحرث أرضه وهو صغير لتكسب جذوره التربة مادة مخصبة ( أزوتية ) ، وبذا تتحول التربة الرملية نهائيا إلى كحلاء يمكن زراعتها بالمحصولات الأساسية كالقطن والحبوب وغيرها .

وتكثر هذه الأراضى في بلاد مركز فاقوس وبلبيس وأبو حماد - التربة الجباص : (وتسمى بالقرموط، أحيانا)، وهي رمادية

اللون صعبة الصرف فإذا ما رويت وقفت المياه على وجه الأرض، ولم تتشر بها الترية، ولعلاجها  يضاف إليها الجبس الزراعى فتتخلص من الأملاح كالآتى :

الأرض الجباص + الجبس الزراعي .

كربونات الصوديوم + كبريتات الكليسيوم + كبربتات صوديوم + كربونات كلسيوم

ولما كان هذان متعادلين وغير قابلين للذوبان فيقدم تأثيرهما، وتصبح الأرض جيدة صالحة لزراعة المحصولات التي تحتاج إلى مياه كثيرة وصرف مستمر : أهمها الأرز والسمار، وسرعان ما تجود بها زراعة المحصولات الرئيسية ، ومثل هذه الأراضى توجد بكثرة في تفتيش الوادى بالتل الكبير، وفي جهات أخرى.

٤ - التربة الصفراء : أو الرسوبية - وأديمها غرين النيل الذى رسب بتوالى السنين وهي صفراء اللون غالبا ورمادية أحيانا ، وبتوالى الزراعة فيها يتحول لونها إلى سمرة ويصح معدنها ثقيلا وتزرع بها جميع أنواع المحصولات الهامة كالقطن وقصب السكر والحبوب والفواكه.

ه - التربة السوداء : ويكون معدنها ثقيلا مع خلوها من الأملاح ، أسود اللون، وأقل من التربة الصفراء ، لأنه يصعب اختراق جذور النبات لها (لثقل معدنها ) . ويمكن علاج مثل هذه الأراضى  بإضافة السماد البلدي إليها بكثرة ، وكذا الجير، حيث إن هذين النوعين لهما من التأثير ما يجعل التربة خفيفة نوعا .

ومثل هذا النوع يوجد فى جهات متفرقة بجميع بلاد المديرية

٦ - التربة المالحة : وهى التى تحتوى على نسبة كبيرة من أملاح متعددة ( لا يدخل فيها كربونات الصوديوم). ويمكن معرفة مثل هذه الأراضى بسهولة ، وذلك بوجود الأملاح ظاهرة في البقع المرتفعة قليلا حيث تظهر بشكل تراب ناعم بني أو أبيض . ولعلاج مثل هذه الأراضي تسوى التربة وتصلح تماما ثم تنشأ المصارف وتغسل الأرض وتزرع بها أنواع تحتاج إلى مياه غزيرة مثل الأرز ، حيث تمكث المياه مدة يومين أو ثلاثة فتذوب الأملاح في المياه وتنحدر إلى المصارف باستمرار، وبذا تقل نسبة الأملاح في الأرض وتصبح صالحة للزراعات المختلفة .

ومثل هذه الأراضى منتشرة في جهات متفرقة بالمديرية الزوامل والبوها وغيرها

 

 

 

ه - المناخ :

(1) درجة الحرارة : يميل مناخ الشرقية للتطرف لمجاورتها للصحراء كما يظهر من درجات الحرارة الآتية: ([3])

متوسط النهاية العظمى الحرارة في يوليو 35م ومتوسطها  فى يناير19 م

اتقدر النهاية الصغرى إلى درجة الصفر شتاء.

وقد تصل الباية للحرارة في ا

الشمالية الشرقية والشمالية الغربية معظم أيام الرياح السائدة تكاد تكون ان

(ب) الرياح والمطر:

السنة ، وقد تتاب أذناب الأعاصير ( الرياح العكسية الحوم شمال المديرية وغربها في بعض أيامالفناء، فتسقط القليل من المطار الذي يتراوح من الجنوب للشمال بين ٧٥:٢٥م أي بمتوسط ٥٠ مليمترا ( وهو خط المطر المتساوى الذى يمر بالزقازيق ) ، كما تجتاح رياح الخماسين المديرية في بعض أيام من الرفع درجة الحر وتكتم الأنفاس بما تحمله من رجال ناعمة من الصحراء المجاورة - على أنها حدودات و عان ما يعود الجو إلى حالته العادية .

(ج) رطوبة جو مدينة الزقازيق :

ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى ظاهرة هامة ، وهى رطوبة جو الزقازيق بدرجة كبيرة تفوق  رطوبة المدن الساحلية ، فكثيراً ما تصل الرطوبة النسبية بها إلى ٩٨ % ([4]) أى ما يقرب من درجة التشبع ) على حين تكون رطوبة الإسكندرية مثلا ۷۸ % في نفس الوقت و متوسط درجة الرطوبة النسبية للزقازيق على العموم نحو ٩٠٪، ويمكن إرجاع هذه الظاهرة إلى :

1 - انخفاض المدينة إذ لا يتعدى ارتفاعها عن سطح البحر نحو 8.5 متر .

2- تعدد النزرع التي أخترقها ( بحر مويس والفروع الخمسة المتفرعة منه عند القناطر التسعة ) مما يؤدى إلى تشيع تربة المدينة بالرطوبة دائما .

3- مسام التربة ( لوجود الرمل بها ) مما يساعد على ارتفاع منسوب الماء الباطنى، كى يتمشى هوومستوى مياه الترع التي يبلغ قاع معظمها أعلى من مستوى أساس المنازل في معظم أرجاء المدينة.

4-  عدم إتمام مشروع المجارى التى تعمل على كسح المياه بعيدا حتى لا يساعد على رفع مستوى الماء الباطني . إذ ما زال كثير من أحياء الزقازيق كأبو الريش وكفر الصيادين وكفر الزقازيق البحرى وكفرعبد العزيز وجزء من كفر الإشارة لم تمتد إليه التوصيلات الفرعية رغم إنشاء المحطة الرئيسية للمجاري .

5- زراعة بعض المحصولات التى تتناسب هى وطبيعة التربة، وأخصها الأرز الذى يحتاج إلى مياه مستمرة وصرف دائم، فيترك تربة المنطقة المحيطة بالمدينة رطبة( لإرتفاع هذه المنطقة عن المدينة ) .

قد تكون هذه الأسباب مجتمعة كلها أو بعضها السبب الهام فى رطوبة جو المدينة باستمرار ، كما أن هذه الرطوبة بالذات كثيراً ما تساعد على كثرة البعوض والذباب وبخاصة فى الصيف والخريف، وقد يستمر ذلك في فصل الشتاء، وهو أمر مقلق لراحة سكان المدينة مدة طويلة من العام بشكل لا يحتمل .

(1) أطلس مصر سنة ۱۹۲۸ والأطلس المتبورولوجي مصر سنة م١٩٣١.

 بقلم عزيز محمدحبيب

 

المرجع

كتاب الشرقية وسيناء بحث تنشره منطقة الزقازيق التعيمية (1368 هجرية -1949م)   من صفحة 4الى 7

 


 

 



[1] خريطة المساحة لمديرية الشرقية سنة ١٩٣٦ ، والمنقحة سنة ١٩٣٧

[2] خريطة الدلتا والمصبات القديمة كما ذكرها اسطرابون وأوضحها سمو الأمير عمر طوسون ( انظر الخريطة ه )

[3] أطلس مصر سنة ١٩٣٨ م والأطلس المتيور واوسي سنة ١٩٣١م

[4] أطلس مصر سنة ۱۹۲۸ والأطلس المتبورولوجي مصر سنة ١٩٣١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق