الأربعاء، 30 أبريل 2025

القنايات

 

القنايات

كما وتكلم عنها أمين أحمد العطار
ناظر مدرسة القنايات الابتدائية الأميرية

1948م


التعريف بها الان :
القنايات في الشمال الغربي من مدينة الزقازيق على بعد5 كم ، يخترقها على شكل ضلعي مربع ترعة عبد الرحمن بك ، التي تستمد مياهها من بحر مويس، جنوبي قناطر النسعة ، وعلى مقربة منها بمدينة الزقازيق ويتبعها في الإدارة سبع وعشرون عزبة ، منبثة حواليها .


وهى ملتقى خطين حديدين ضيقين. لشركة الدلتا، بين الزقازيق وكل من السنبلاوين وميت غمر .وخطين للسيارات العامة التابعة لشركة أمينو بيس الشرقية، بين البلاد المذكورة على طريق زراعي عرضه اثنا عشر مترا .


نشأة حيانها :


قامت بيوتها لأول عهدها بالوجود، على تل يصل ارتفاعه عن سطح الأرض المجاورة في بعض نواحيه إلى خمسة أمتار ، وكانت من اللبن ، وسقفها على شكل أقبية ، وقد أدركنا بيوتا قديمة على هذا النحو، والظاهر أنها بنيت على غرار ما سلف من البيوت الأولى في العهد الأول .


ويعرف تراب هذا التل عند العامة "بالكفرى " ومعناه عندهم المتخلف من بيوت مهدمة ، موغلة في القدم،


ويجاور هذا التل تلال ثلاثة أخرى من نوعه ، وعلى أبعاد مختلفة من البلدة :
أولها تل " أبو عبد الله " فى الشمال الشرقى من البلدة ، وعلى بعد كيلو متر تقريبا .
وثانيها" تل صالح " في الجنوب الغرب منها ، وعلى بعد يقل عن نصف كيلو متر .
وثالثها " تل أبو رمانة " فى امتداد التل الثانى حيث يبعد عنه بمائتي متر تقريبا .
ولا يعرف أحد من المعمرين الآن شيئا عن هذه الأسماء التي نسبت إليها تلك التلال .
وقد نقصها أهل القرية من أطرافها ، فنقلوا ترابها لتسميد الأراضى الزراعية ، كما نقلت الحكومة جزءا كبيرا منه لردم المستنقع الذي كان يحيط بالبلدة .


ولم يبق من أرض تل . أبو عبد الله ، إلا جزء يسير يقوم عليه الآن قبر كبير لموتى المسيحيين بالبلدة ،ومن تل « أبو رمانة " إلا جزء تبلغ مساحته ثلاثة أفدنة به مدافن المسلمين من أهلها .


ويقال إن الأهلين كانوا يعثرون على قطع من الذهب فى أثناء نقلهم التراب من تل « أبو عبد الله" .


ولعلها من أنواع الحلى التي كانت لسكان هذا التل ، وأزقتها ضيقة مقفلة من الداخل ، يصل إليها السالك من محيط البلدة، ولها أبواب من الخشب السميك ، تسمى "بوابات" كانت تقفل ليلا على أهل الزقاق ، خشية سطو اللصوص ، وقد أدركناها كآثار غير مستعملة.


ولكل زقاق طاحونة أو أكثر لطحن الحبوب ، وقد بلغ عددها سنة ١٩٠٦ م اثنتين وأربعين طاحونة تديرها الماشية، وقد أغفل أمرها بعد انتشار آلات الطحن البخارية الحديثة ، فأصبحت تعتمد في طحن الحبوب على ثلاث آلات من ذوات الاحتراق الداخلي.

 

 و على بعض حجارة هذه الطواحين نقوش ورسوم يرجع عهدها إلى الفراعنة يركب البلدة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقى بركة عميقة تبلغ مساحتها أربعة وثلاثين فدانا ينتشر على حوافيها تلال من السرجين والسماد ويكثر فيها السمك، وتفد إليها الطيور الرحالة، ويسميها الأهلون " الوز العراقي " أو «الغطيس " لأنها كانت و تغطس ، فى الماء وتطفو ، يؤمها صيادون من الجاليات الأجنبية بالزقازيق، وأقلية ضئيلة من أهل البلدة ، لاصطياد هذه الطيور، وقد والت الحكومة ردم هذه البركة ثلاث مرات في المدة من سنة ١٩١١م إلى سنة ١٩٣٤ م ، حتى لم يبق لها أثر ، وأقيمت على مساحات واسعة منها بيوت حديثة .


ويقال في تسميتها والقنايات" إن مكانها كان بستانا يكثر فيه العنب ، وكان الأولون الذين يسكنون التلال المجاورة يعصرون العنب فى أوان من الحجارة الصماء على شكل قنوات ولما باد ذلك العهد ، وتخلفت هذه القنوات " جمع قناة " أطلق عليها الذين وضعوا أول لبنة في بنائها " القنايات " " جمع قناية " لأنهم أقاموا حيث كانت تلك القنوات وقد  استخدموها قنوات للسواقى بعد إدخال تعديل فيها، وأدرك آباؤنا بعضا منها في السواقى المستعملة .


الإدارة  :

 

كانت القنايات مركزا من مراكز الشرقية ، يتبعها كثير من البلاد النائية كالعزيزية ، وتجد في المستخرج الرسمي لتاريخ ميلاد شيوخ العزيزية بيان محل الميلاد على هذا النحو : « العزيزية مركز القنايات .. وبقيت مركزا حتى سنة ١٨٩٦ م ثم انتقل المركز إلى الزقازيق .


الحالة العلمية :


كانت تعتمد قديما في تعليم الأبناء على الكتانيب ثم الجامع الأزهر . وقد سايرت النهضة العلمية الحديثة العامة ، فأعدت أبناءها الى ورود مناهل العلم، فى المعاهد العالمية ، على اختلاف نواحيها العلمية ، وتخرج فيها كثيرون . وبها الآن مدرسة ابتدائية للبنين، وثلاث مدارس أولية ، إحداها للبنات .


أمين أحمد العطار
ناظر مدرسة القنايات الابتدائية الأميرية

1948م

 

            المرجع

كتاب الشرقية وسيناء بحث تنشره منطقة الزقازيق التعيمية (1368 هجرية -1949م)   من صفحة  114 الى 115

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق