الجمعة، 25 أبريل 2025

ههيا كما وصفها علماء الحملة الفرنسية

 


ههيا كما وصفها علماء الحملة الفرنسية

جاء الوصف على النحو التالى  ([1])

وعلى بعد ثلاثة فراسخ من بوباسطة ، وعلى نفس الشاطيء توجد مدينة صغيرة حديثة تسمى ههيا وهي محاطة بغابة كثيفة من النخيل ، وعلى الرغم من أن أسمها كان مجهولا من كل الجغرافيين ومن أنها لم تكن معروفة في ذلك الجزء من البلاد الذى يعد متحضرا. فإنها فيما يبدو كانت تضم سكانا كثيرين كما كانت توجد حول أسوارها زراعة ممتازة ليست لدى البلدان المحيطة بها .

والجزء من غابة النخيل القريب من السكان ، يزرع في شكل تخميسة ( أربع في زوايا المربع وواحدة في الوسط) وبعناية تشبه العناية التي تلقاها الحدائق الأوربية ، وتحاط المدينة بسور به فتحات يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار وهو في حالة جيدة وتعلوه أبراج قوية مسلحة بصف  مزدوج من متاريس الطوابى وتعلو أبوابها التي صنعت بشكل أسطواني جزءاً من هذا السور.

ويبدو سكان هذه المدينة أكثر تحضراً من جيرانهم . ومنذ غادرنا النهر وجدنا الناس في كل مكان يحملون السلاح ، يسودهم روح من التمرد والضجر . وفى هذه المدينة ، وعلى الرغم من أننا كنا - ربما - أول أوربيين يمثلون أمام ناظرهم ، خرج الناس في شكل جمهور ليقدموا لنا الأطعمة ولم نلمح من بينهم رجلا مسلحاً .

وإبتداء من ضواحي المدينة ، وحتى الجزء الأدنى من الترعة ، لاحظنا على الشاطئين وجود عدد كبير من الأبراج المبنية بلا أبواب ولا نوافذ والتي تخترقها بعض الطوابي ، وهذه الأبراج تستخدم كمأوى للسكان عندما يفاجئهم أو يلاحقهم عربان الصحراء فيصعدون إليها بسلالم من حبال.



[1] وصف مصر المجلد الثالث دراسات عن المدن والأقاليم  - علماء الحملة الفرنسية  ترجمة زهير الشايب  طبعة دار الشايب للنشر ص 13

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق