الصوة عاصمة الحناء
الصوة بعض أبنائها من مشهورى رجال الشرقية وعظمائها، وتكاد تكون هذه البلدة
عاصمة الحناء بفضل مجهود الأهالى واهتمامهم بزراعتها والإكثار
منها لملاءمة التربة ودرية الأهالى ودرايتهم بشؤون الزراعة المختلفة التي اكتسبوها بالتجارب منذ أكثر من مائة سنة وقت أن كان
محمد على باشا جد الأسرة العلوية يطارد المماليك
في الصعيد وتقدم لمناصرته بعض رجال تلك
الأقاليم ، ، ومن بينهم ، الشيخ أيوب ، جد الأسرة الأيوبية التي تقطن بلدة الصوة الآن، فاستقدمه محمد على إلى الصوة، وأقطعه
أرضا واسعة ونصح له بزراعة الحناء والاتجار
فيها على أن يؤدى للوالى نصيبه من الخراج مقابل الأرض الممنوحة ، فاهتم هذا
بالزراعة اهتماما كبيرا كان سببا في نجاحها
ورواج تجارتها ، فراع هذا الأمر الجليل محمد على الكبير ، فعمد إلى التوسع في الزراعة والإكثار منها ، واستحضر أحجار الجرانيت من أسوان
لإنشاء المطاحن اللازمة التي لاتزال توالى عملها
إلى الآن، ولقد كان من أطرف وأظرف مجاملات التاريخ أن ينتهز ، على بك أيوب ،
الفرصة فيهدى حفيد محمد على الكبير في حفلة
زواجه حناء من زراعة جده الأكبر ومطاحنه بعد مائة وعشرين عاما ، تلك الهدية التي حملتها الإبل من عاصمة الحناء إلى عاصمة
الدولة ، ولا يفوتني أن أخص بالذكر أشجار النخيل المنتشرة في أنحاء البلدة . فهي تنتج مقادير كبيرة من أجود أنواع
التمر الذى تشتهر به بلدة الصوة وما جاورها من البلدان : ويفكر مجلس المديرية في إنشاء مصنع بتلك البقعة لانتقاء أجود أنواع
التمر ووضعه في صناديق مقفلة أو عمله مربى
وتصديره للخارج، ولا شك في أن هذا عمل جليل سيعود بالنفع العميم والخير الموفور
على أهل الشرقية بأجمعها .
بقلم
عبد الوهاب محمد مصطفى السيد
المصدر
من كتاب الشرقية وسيناء بحث تنشره منطقة الزقازيق التعيمية (1368 هجرية
-1949م) ص 99
الصوة
ولعل اسمها معرب من swi أمير مقاطعة أرابيا . ولما احتلها العرب
صادف تعريب الاسم مطابقة في مكانها الذي هو على أطلال ([1]) نجدية من العهد الروماني، كما ثبت من
الآثار التي وجدت بها سنة ۱۹۲۹م. ومن تلك الآثارنقود رومانية من البرنز
وغيره ، ودى صغيرة تعرف عند الأثريين باسم شوابتي وكان لها أثرها وقيمتها لدى القدامى . ونسبوا تلك
الآثار للملك بينوتم
Pinatem الذى
استوى على عرش زان (صان ) وبوباستس (تل بسطة) وكانت الصوة
وعمريط وضواحيهما في جبهة الدفاع عن الحوف الشرقي (مديريتي الشرقية والدقهلية
في عهد الرشيد كما هو معروف فى المصادر التاريخية
الكبيرة.
وفى الفرن السابع وفد إلى
تخومها السناجرة مع السيد سليم المسلمى العراقي وعززوا أهلها بشبابهم ضد المغيرين عليها . وفى
عصر النهضة العلوية حلت بها الأسرة الأيوبية بأمر من محمد على باشا الذي استغل
درايتهم بالحنا وشاركهم في زراعتها والاتجار بها
فى الخارج. واستمرت شهرة الصوة وصفط تدوى في البلاد الأجنبية إلى عهد قريب. وكانت هذه الأسرة الأيوبية من
غطارفة العرب بالوجه القبلى
) شکل ۲۲) منزل معالي وزير المعارف بالصوة
وزمام الصوة ٢٧٢٥ فدانا جيدة
التربة . وسكانها مع السناجرة نحو سبعة آلاف نفس وكانوا ٦٤٠٠ نفس سنة ١٩٣٧ ؛ وقد
زارها العلامة جاستون دو مروج – Doumergue Easton
رئيس جمهورية فرنسا سنة ١٩٣٣م بدعوة من أصدقائه آل أيوب.
وتشرفت بطلعة جلالة الملك في ٢٧ فبراير سنة ١٩٣٧ .
(1)
ومن أعلامها العلامة الأديب الشيخ مصطفى الصوى
المعروف بالصاوى ونسبته على غير قياس كما جاء في الجبرتى الذي
ترجم له حياته في زهاء عشر صفحات .
)۲) المرحوم أيوب بك أيوب . وكان عضو مجلس
النواب ومن اللجنة التي ردت على خطاب العرش الخديوى سنة ۱۸۸۳.
(3) عبدالله بك أيوب . وكان رئيس مجلسى الدعاوى
والمشيخة كما جاء في الخطط التوفيقية ( الجزء 7) (٤) صالح بك أيوب. وكان مديراً بالوجه البحرى
فمحافظا للإسكندرية وتوفى سنة ١٢٩٤ هجرية
(ه) محمد بك أيوب. وكان مأمور مركز العلاقة فمفتشا
للوادى وتوفى سنة ١٣٠٩ هـ
.
(6)
السيد بك أيوب . وكان عضو
الشياخات وعمدة الصوة وتوفى بها سنة ١٩٢٧ م .
(7)
ومن عباقرها المقدام الحازم
الأمين محمد باشا محمد حسين محافظ الاسكندرية الأسبق حفظه الله (8) وحضرة صاحب المعالى فخر الشرقية الأستاذ
القانونى الأديب على بك السيد أيوب وزير المعارف.
وقد أنجبت هذه الأسرة المباركة كثيرا من
الغطارف والأشبال المعروفين بالعبقرية والجلال .
صالح محمد فارسی
الثانى من مارس 1949م
المصدر
من كتاب الشرقية
وسيناء بحث تنشره منطقة الزقازيق التعيمية (1368 هجرية -1949م) ص من 101 الى 102
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق