‏إظهار الرسائل ذات التسميات الزقازيق. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الزقازيق. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 4 يونيو 2025

تعرف علي نشأة مدينة الزقاريق تاريخيا - محمد الجريتلى

تعرف علي نشأة مدينة الزقاريق تاريخيا



محمد الجريتلي

على بعد ٨٠ كيلو متر من مدينة القاهرة عاصمة مصر تقع مدينة الزقازيق وتعد هذه المدينة واحدة من المدن المصرية العريقة التي تروى عنها أساطير كثيرة كما أنها مزار مهم لا يغفله المسيحيون فعلى أرضها ارتوت السيدة مريم العذراء ونجلها عيسى عليه السلام من بئر مازالت تتدفق بالمياه إلى الآن ناهيك عما تحفل به من متاحف ومزارات أثرية ترجع إلى زمن ازدهار منطقة تل بسطة الفرعونية وما تلاها من عصور يونانية ورومانية مما جعلها مقصدا للسياح.

تحظى مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية بأهمية خاصة من قبل الحكومة المصرية ضمن مشروع طموح يرمي إلى الاستفادة القصوى من كافة ما تحفل به المدن والقرى من مقومات فريدة ومتميزة كي تستعيد السياحة المصرية عافيتها حيث يوحد بها متحف تل بسطة وبداخلة هذا المتحف بئر العائلة المقدسة

وترجع نشأة الزقازيق كمدينة إلى عام 1833 عندما رغب محمد علي باشا والي مصر آنذاك في إنشاء الترع وتعميم طرق الري والصرف لأراضي مديرية الشرقية لإصلاح أراضيها الزراعية، وتوسيع دائرة العمران فيها فقرر إنشاء قناطر على بحر مويس أطلق عليها اسم القناطر التسع – لا تزال قائمة إلى الآن – وكانت تلك هي البداية لإنشاء مدينة الزقازيق التي يروي أهلها حكايات عدة عن سبب تسميتها، تارة أنه عندما أمر محمد علي باشا بإنشاء القناطر أقام العمال عششا من الطين على جانبي بحر مويس وتبعهم في ذلك باعة المأكولات ونحوها، وتكاثر الناس وكان منهم من يهتم بهواية الصيد فوجد ببحر مويس نوعا من الأسماك يسمى الزقزوق نظراً لإصداره صوت الزقزقة، فسميت المدينة باسمه

نشأة الزقازيق هناك رواية ثانية ترجع سبب التسمية إلى الشيخ أحمد الزقزوقي الكبير الذي كان يقيم في هذا المكان منذ مئات السنين، وعرف بأنه ولي صالح ودعوته مستجابة فتجمع من حوله الناس، فنشأت الزقازيق في بادئ الأمر كقرية صغيرة ومع النمو العمراني باتت مدينة وعاصمة لمحافظة الشرقية، وقد ورد اسم كفر الزقازيق بخريطة الوجه البحري التي رسمها علماء الحملة الفرنسية في سنة 1800 وورد محرفا باسم كفر زجزي

ويقع فى وسط مدينة شارع الحمام ويرجع تسمية هذا الشارع لوجود حمام شعبي فى الزقازيق وكان فى شارع الحمام الذي سمى علي اسمه ، ويعد شارع الحمام من اعرق وأقدم شوارع الزقازيق علي الاطلاق .
كانت الحمامات الشعبيه التى تناظر السونا والجيم فى هذة الآونة
انقرض الحمام الشعبي من الزقازيق وشارع الحمام فى أوائل الستينات

ويحظى بحر فاقوس الذي أقيم على جانبيه كثير من بيوت ومنازل بمكانة خاصة، حيث يعتقد البعض انه اليم الذي جاء ذكره في القرآن الكريم وفيه ألقي نبي الله موسى من قبل أمه يوكابد وهو رضيع في تابوت إلى أن عثرت علية آسيا امرأة فرعون
كما يقع أيضا داخل مدينة الزقازيق بحر مويس وهو احد فروع نهر النيل حيث كانت تنقل البضائع من صعيد مصر إلى محافظة الشرقية عبر هذا البحر و جاءت تسميته بحر مويس كما يروى أن نبي الله إبراهيم عندما جاء إلى مصر مع زوجته سارة مر بأرض الزقازيق وتحديداً في منطقة تل بسطة. ويسكن الزقازيق قرابة مليون نسمة وتنقسم المدينة إلى حي أول وحي ثان وتضم عدة ميادين وشوارع أشهرها طلعت حرب والقومية والصاغة، والمنتزه، والزراعة والمشير أحمد إسماعيل، وطلبة عويضة، والجامعة وسعد زغلول، و قسم الحكماء وقسم الجامع وكفر الزقازيق البحرى وشارع الحمام  ووشارع فاروق والغار إلى جانب ٩٠ قرية تتبع إداريا الزقازيق أبرزها شوبك بسطة. والشبانات وكفر الحمام ومشتول القاضى وبنايوس وهرية رزنة. بلد المشاهير ويتفاخر أهل الزقازيق بأن مدينتهم قدمت لمصر وللأمة العربية نخبة من مشاهير السياسة والثقافة والفنون والطب أبرزهم: أحمد عرابي وطلعت حرب وعبدالحليم حافظ وأحمد فؤاد نجم وأحمد زكي وأحمد عمر هاشم والدكتور مصطفى السيد، كما يتفاخرون بفريق نادي الشرقية للهوكي أهم الفرق الرياضية في تلك اللعبة على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، ويتفاخرون بأن الشيخ محمد متولي الشعراوي كان قد تلقى تعليمه في المعهد الديني بالزقازيق.

وتشكل رؤية قبة ضريح أو مولد لولي صالح يتردد من حوله الناس في أحد شوارع أو قرى الزقازيق أمرا مألوفا في الحياة اليومية لسكانها، حيث يروى العامة قصصا وحكايات كثيرة عن كرامات الأولياء وحالة الصفاء والسكينة التي تنتاب من يتردد على أضرحتهم، ويشارك في إحياء موالدهم التي تقام سنويا لمدة 7 أيام ومن أشهر أضرحة الأولياء التي ينتسب أصحابها إلى البيت النبوي الشريف «أبوخليل» والسادة الهواشم الأشراف بقرية بني عامر، والفلكي بالشبانات والخلوي الرفاعي بكفر محمد حسن ويحيى المتوج بالأنوار شقيق نفيسة العلم رضي الله عنهم بقرية الغار والسهيلي بقرية بردين والعناني بشيبا النكارية وعبيد المسلمي بالعصلوجي والعوضي بالزنكلون وأحمد البازي بالخضيرية. والزقازيق أيضاً واحدة من أهم المناطق السياحية التي تحفل بآثار فريدة من عصور شتى ويقول مدير عام آثار الشرقية إنه على بعد 3 كم جنوب شرق الزقازيق تقع أطلال مدينة «بوباستيس»، التي تعرف حاليا باسم تل بسطة وهي واحدة من كبرى المدن القديمة في مصر وصارت بوباستيس عاصمة للبلاد حوالي عام 945 ق.م في عهد الملك شيشنق الأول مؤسس الأسرة الـثانية والعشرين ثم خربت المدينة بعد ذلك على يد الفرس حوالي عام 350 ق.م. وكان معبد باستيت هو جوهرة الدولة المعمارية وكان يقع بين قناتين تحيط به الأشجار وتطوقه المدينة التي كانت مبنية على مستوى أعلى من مستوى المعبد، مما كان يسمح برؤية المعبد بوضوح منها لأنه يقع أسفلها على مستوى أقل ارتفاعا وقد بدأ تشييد المعبد في عهد الملك خوفو من الأسرة الرابعة ثم قام ملوك الفراعنة من بعده تباعا حتى الأسرة العشرين بوضع لمساتهم وإضافاتهم على المعبد، وقد كتب المؤرخ هيرودوت أنه وبالرغم من وجود معابد أخرى أكبر وأعظم شأنا وأعلى تكلفة فإنه لا يوجد واحد من هذه المعابد يسر الناظر برؤيته أكثر من معبد باستيت في مدينة بوباستيس. أماكن تستحق الزيارة أما أكثر المواقع التي تستحق الزيارة في المدينة فهي مقبرة أو جبانة القطط، حيث تم العثور على العديد من التماثيل البرونزية لقطط في سلسلة من القاعات اُكتشفت تحت الأرض وقد شرفت تل بسطة بأنهــا كانت معبرا ومقرا مؤقتا للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح «عليهما السلام» عند قدومهما إلى مصر هربا من بطش الحاكم الرومانى «هيرودوس»، حيث اتجهت من سيناء إلى تل بسطة مرورا بوادي طميلات قرب الحسينية ومنها إلى تل المسخوطة ثم إلى صفط الحنة ومنها إلى تل بسطة، وفيها شرب السيد المسيح من عين ماء وكانت تل بسطة مليئة بالأوثان وعند دخوله وأمه سقطت الأوثان على الأرض.

 

تم تطوير تل بسطة وتم تحويلة إلى متحف مفتوح للآثار المصرية وتم عرض القطع الأثرية كبيرة الحجم

و  2173 قطعة أثرية يوجد على أرض الزقازيق متحف آخر داخل حرم الجامعة يضم آثاراً من عصور شتى تبلغ مساحته حوالي 750 م2 يتميز باستخدام أحدث أساليب العرض المتحفي ويضم 2173 قطعة أثرية تؤرخ لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، أبرزها كنز اكتشف عام 1992بداخل إناءين من الألبستر، في منطقة معبد باستت ويتكون من 139 قطعة تمثل دلايات وعقودا وخرزا وأقراطا وخواتم وتماثيل صغيرة، صنعت في أغلبها من الذهب والفضة والأحجار وبعض قوالب من الفخار استخدمت لصناعة التمائم التي تزود مقتنيها بالقوة.

وعلى بعد ٣٠ كيلو من مدينة الزقازيق يقع مدينة بلبيس حيث تضم هذة المدينة العديد من الآثار الدنية حيث يقع قبر عزيز عبد الخالق ذو الفقار ابراهيم بشارع سعد زغلول بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية مؤرخ فى 9جمادى الاخر سنة 41 هـ

ضريح عزيز عبد الخالق ذو الفقار ابراهيم

المصدر

https://www.elbyan.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%82%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%82-%D8%B5%D9%88%D8%B1/


الأحد، 25 مايو 2025

الزقازيق فى عيون خالد محمد خالد

 الزقازيق فى عيون خالد محمد خالد

وكما تحدث عنها الجغرافيين والمؤرخين تحدث أيضا عنها المفكرين والأباء ومنهم الكاتب والمفكر الكبير خالد محمد خالد ([1])

الصورة عام 1902 لمركز ههيا بمديرية الشرقية والمدن والقرى التابعة.

الصور مستخرجة من كتاب

Volume 1 of Géographie économique et administrative de l'Égypte, Egypt. Wizārat al-Ashghāl al-ʻUmūmīyah

(رابط الكتاب من المكتبة الوطنية الفرنسية)

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k11657001

"أما ، وقد كانت ( الزقازيق ) مسرح الحدث الكبير الذي ستشاهدونه الآن ، فدعونى - أولا ـ أقدم لكم في إيجاز هذه المدينة الأثيرة ، تعريفا بها ، ووفاء لها ..

على ( بحر مويس ، الذى يخترق مدينة الزقازيق ، كان يوجد سد قديم يختزن المياه الهادرة حيث يستعان بها على رى قسم كبير من قرى الشرقية وحين أراد والى مصر ( محمد على باشا ، التوسع في زراعة الأرض ، كان لابد من التوسع في وسائل الري والصرف ، فأصدر أمره بالبحث عن أفضل مكان لبناء قناطر عليه فوق بحر مويس ، وإتفق رأى مهندسى الرى على أن تشاد قناطر الزقازيق في نفس المكان الذي كان يحتله السد القديم فوق بحر « مويس » . . ووضعت التصميمات اللازمة لإنشاء ست قناطر ، أكبرها القنطرة التي تعرف بقناطر التسعة لأنها تنتظم تسع عيون وتقع على بحر مويس مباشرة ، بينما تقع القناطر الخمس الأخرى على أفواه خمس ترع تأخذ مياهها من أمام القناطر التسعة .. وكان ذلك عام - ١٢٤٢  هجرية ، كما يحدثنا السيد ( محمد رمزى ) فى كتابه القيم : « القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ) .. كما يحدثنا كذلك عن سبب تسميتها بالزقازيق ، فيرفض القول بأن هذا الاسم يرجع إلى نوع من السمك ، يعرف بالزقزوق وجمعه ( الزقازيق » كان الصيادون يصطادونه من قناطرها... أنها حملت هذا الاسم وأضفاه عليها أسرة السيد ( أحمد زقزوق الكبير ، والذي سميت أسرته ( الزقازيق ) منسوبة إلى السيد ( زقزوق ) وكانت عائلة : الزقازيق و قد استوطنت هذا المكان ، وأنشأت ) كفر الزقازيق » قبل مجيء ( محمد علی » إلى مصر وأثناء بناء القناطر توافد عليها العمال ، والتجار ، والباعة ، واستوطنوها بعد الفراغ من بنائها وحين ذهب « محمد علی » لافتتاح القناطر قدم المشرفون على بنائها الشيخ إبراهيم زقزوق، الذى خلف أباه ( أحمد ) في زعامة الأسرة ، مثنين على جهوده الصادقة ومشاركته المخلصة فى إنجاز المشروع الضخم الكبير ، فحياه محمد على » بحرارة ، وشكره على حسن بلائه ثم قرر أن تكون ( الزقازيق ) عاصمة لإقليم الشرقية ،

تكريما لآل « زقزوق » . . وفى عام - ۱۸۳۳ - ميلادية ، تم رسميا نقل ديوان المديرية وجميع المصالح الأميرية من ( بلبيس ) التى كانت عاصمة الإقليم إلى الزقازيق التى هى اليوم عاصمة محافظة الشرقية .

هذه هي الزقازيق ، عاصمة البلاد والقرى والنجوع ، التي أنجبت لمصر ثلة من شوامخ القادة والمفكرين ، والعلماء في كل مجالات الحياة - الدينية ، والسياسية ، والعسكرية ، والاقتصادية  والعلمية"



[1] خالد محمد خالد- قصتى مع الحياة - مذكرات خالد محمد خالد –ص40-41

القناطر التسعة على بحر مويس بالزقازيق

 القناطر التسعة على بحر مويس بالزقازيق

ذكر الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل عبد الفتاح فى ندوة الجمعية المصرية  للدراسات التاريخية بمناسبة مرور 150 عام  على رحيل محمد على باشا الكبير -9- 11 مارس1999 م ([1])

كان أيضا من مشاريع القناطر الهامة التي نفذها محمد علي في النصف الأول من فترة حكمه قناطر التسعة بالزقازيق وترجع أهميتها أنها كانت في إطار مشروع زراعي صناعي نشأ عنه ظهور مدينة جديدة هى مدينة الزقازيق التي أصبحت فيما بعد عاصمة محافظة الشرقية. وكان المقصود من المشروع زراعة أشجار الزيتــــــون لاستخدام محصولها في صناعة الصابون، وزراعة أشجار التوت لتربية دودة القز تمهيدا لصناعة الحرير، وترتب على ذلك استيطان الفلاحين المعدمين بجهات الشرقية في الأراضي الجديدة التي استصلحت، أي أنه كان إصلاح وتحديث معا. وقد قال الجبرتي عن هذا المشروع  "وأنتشأ دنيا جديدة متسعة لم يكن لها وجود قبل ذلك بـــــــل كانت برية خرابا وفضاء واسعا " ([2]).

بعد أن انتهى محمد علي من قياس (تربيع) الأراضي الزراعية وإنهاء نظـــام الإلتزام ومعرفة ما يصلح منها للزراعة سنة ۱۲۲۹هـ / ۱۸۱٤م ، بدأ في اسـتطلاع الأراضي التي يجب استصلاحها والمحاصيل التي ستزرع بها ([3])، فذهب في أواخر سنة ١٢٣١هـ / ۱۸۱٦م إلى المنطقة المعروفة برأس الوادي  "وادي الطميلات" عند مدينة بلبيس، حيث كانت مياه الفيضان تغمرها لفترة طويلة يستحيل معها زراعتها، وعهد إلى ابنه إبراهيم باشا والمهندس الفرنسي بسكال كوست بتوفير المياه المنتظمة لزراعة هذا الوادي بأشجار التوت والزيتون، فحفروا" ترعة الوادي" في خمسة أيــــام  بإستخدام 80 ألف  عامل جمعوهم من نواحي الشرقية، وكانت بدايتها من بحر مويس غربا وحتى بلدة نفيشة عند الإسماعيلية الحالية شرقا بطول ۲۰۵۹۰ متر ، كما طـهر ١٤٠٧٦ مترا من الترع القديمة وأدخلها في الترعة الجديدة ليصبح طولها ٤٥ كيلو متر، وبني عدد من الجسور للحفاظ على مياه الترعة وعمل أكثر من ألف ساقية من الخشب صنعت في بيت الجيجي بالتبانة (هو) بيت الرزاز، أثر رقم ٢٣٥) ونقلت على ظهور الجمال إلى هناك. واكتملت السواقي في ربيع ثان سنة ١٢٣٢هـ فبراير ۱۸۱۷م. وأمر بإحضار الفلاحين المعدمين بإقليم الشرقية للاستيطان بهذا الوادي وزراعته وتعلم تربية دودة القز وصناعة الحرير ، وأحضر متخصصين في ذلك مــــــن تركيا وبلاد الشام وجبل لبنان لتعليمهم ، واكتمل استصلاح أراضيها وزرعها أشجار التوت لاستخراج الحرير على طريقة أهل الشام وجبل الدروز، وذكر بورنج Bowring أنه زرع ثلاثة آلاف فدان من أشجار التوت بكل فدان ۳۰۰ شجرة، وكان كل ذلك تحت إشراف محمد علي المباشر ([4]).

كان محمد على بعيد النظر في حفر هذه الترعة وجعلها صالحة للملاحة ، إذ أنه عند حفر قناة السويس مدت هذه الترعة لينتفع بها في الشرب ، ثم اندمجت في عهد الخديوى إسماعيل فى ترعة الإسماعلية التي تمد منطقة القناة بطولها بالمياه العذبة ([5]).

أصدر بعد ذلك أمرا فى ٧ شعبان ۱۲۳۳هـ / ۱۲ يونيو ۱۸۱۸م بتأســـــــس وتنظيم مصلحة الأنوال والعزل فى سائر الأقاليم ، وأصدر أمرا في ١٥ أول سنة ربيع ١٢٣٦هـ / ديسمبر ۱۸۲۰م بتأسيس أماكن لتربية دودة القز بالقطر المصرى  وإحضار ما يلزم لصناعة الحرير ([6])

كان على محمد على بعد ذلك الحفاظ على تنظيم إمداد الترعة الجديدة بالمياه، فأصدر أمرا بعمل قناطر على بحر مويس إلى الشمال من فتحة ترعة الوادي في ١٠ شوال سنة ١٢٤٣هـ / ٨/ مايو ١٨٢٧م إلى محمود بك يقضي بفتح ترعة مويس وتجهيز المعدات اللازمة لذلك " ([7]) ،

وتم العمل بها تحت إشراف أحمد أفندي البارودي "باشمهندس مديرية "الشرقية" سنة ١٢٤٨هـ / ١٨٣٣م ([8])

بنيت هذه القناطر في مكان سد قديم كان على بحر مويس ([9])

من ثلاثة أجزاء (أنظر الخريطة المرفقة)، بني الجزء الرئيسي على بحر مويس ويتكـــون مـــن ستة عيون معقودة بالحجر وفي نهاية هذا الجزء من جهة الشرق هويس، والجزء الشرقي يخرج منه بحر مشتول الذي قام بحفره محمد علي أيضا سنة ١٢٤٣هـ / ٢٦-١٨٢٧م وهو ذو ثلاثة عيون ([10])، أما الجزء الغربي فيخرج منه ترعة المسلمية التي حفرها محمد علي سنة ١٢٤٣هـ / ۲٦ - ۱۸۲۷م أيضا وتتكون من  ثلاث عيون([11]) كما هو مبين بالرسم المرفق ([12]) . وقد بنيت هذه القناطر بأجزائـــــها الثلاث من الحجر الجيري والطوب الأحمر الذي جلب من المباني القديمة بمنطقة تل بسطا ([13]).

ترتب على بناء تلك القناطر نشئت مدينة جديدة هي مدينة الزقازيق التي نسبة إلى الشيخ إبراهيم زقزوق الذي كان رئيس العمال كما انه كان أحد رؤساء العمال القادمين من كفر الزقازيق لازال- هذا الكفر بنفس الاسم إلى الشمال الشرقي من القناطر - وبنى العمال مساكن لهم عشش- وأخصاص بجوار موقع العمل الذي سمي "نزلة الزقازيق"، فسميت القناطر قناطر" الزقازيق، وبنى محمد علي جامعا بنزلة الزقازيق لازال موجودا بالقرب من القناطر، وهكذا تكونت النواة الأولى لمدينة الزقازيق ([14]).

 وقد صدر الأمر إلى مدير الشرقية في ۱۹ شوال سنة ١٢٤٩هـــــــــ/ ١ مارس ١٨٣٤م ببناء وإنشاء مكاتب بالزقازيق والعزيزية وكفر نجم والوادي،وبصرف المهمات اللازمة وتعيين المهندسين المباشرين([15]).







[1] إصلاح أم تهذيب مصر فى عصر محمد على  - ندوة الجمعية المصرية  للدراسات التاريخية بمناسبة مرور 150 عام  على رحيل محمد على باشا الكبير -9- 11 مارس1999 م .تحرير رؤوف عباس –المجلس الأعلى للثقافة - د. محمد حسام الدين إسماعيل عبد الفتاح - المنشآت المائية في عصر محمد على - ص708- 710

[2] الجبرتى-عجائب الأثار ج7 –ص401

[3] الجبرتي عجائب الآثار، ج ۷، ص ۲6۹، ۲۷۹ - ۲۸۲ ؛ شكري: بناء دولة - ص ٣٦-٣٨.

[4] الجبرتي عجائب الآثار، ج ۷، ص ٣٦٧ - ۳٦٨ ، ٤۰۰-٤٠١، ٤١٥، ٤٦٥  أمين سامي: تقويم النيل، ج ۲، ص ۲٦١ ؛ شكري: بناء دولة، ص ٣٩، ٤١٦ ريفلين الاقتصاد والإدارة، ص ٢٤٢ ، ٣٣٣.

[5] على مبارك : الخطط ، ج ۱۹ ، ص ٥٥.

[6] أمين سامى : تقويم النيل ، ج ۲، ص ۲٦٤ ، ۲۸۹؛ عمر طوسون : الصنائع

والمدارس الحربية في عهد محمد على باشا ، الطبعة الثالثة ، الإسكندرية سنة

١٩٣٥م ، ص ۱۰.

Rivlin, The Agricultural Policy of Muhammad Ali in Egypt, 165-166;

Bowring, Report on Egypt and Candia, 21,30,145-146.

 

[7] أمين سامي: تقويم النيل، ج۲، ص ٣٣٥.

[8] علي مبارك: الخطط، ج ۱۱، ص ۹۳ ، ج ۱۹، ص ٥٣، ٥٥، ٥٦.

[9] علي مبارك: الخطط، ج۱۱، ص۹۳.

[10] علي مبارك: الخطط، ج ١٩، ص ٥٦

[11] علي مبارك الخطط، ج۱۹، ص ٥٥-٠٥٦

[12] المسقط الأفقي والقطاع الرأسي مأخوذ من علي شافعي: أعمال المنافع العامة.

[13] علي مبارك : الخطط، ج۱۹، ص ٥٣.

[14] علي مبارك الخطط، ج ۱۱، ص ۹۳-۹۴ ؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة ١٩٤٥م، قسمان، ٥ أجزاء، الطبعة الثانية، القاهرة ۱۹۹٤م ، ق ۲، ج ۱، ص ٢٤، ٨٩-٩٢.

[15] أمين سامي: تقويم النيل، ج۲، ص ٤١٨.