العيد في جميلة الجميلات ههيا ...!!!
#عيد_الفطر
العيد فى مدينة ههيا ذكريات
الفاضل @gamal wally
العيد في جميلة الجميلات
...!!!
كنا نفتخر بأنه أقدم المساجد
وأكبرها في بلدتنا علي الإطلاق
، ورغم وجود مسجد ( الحاجة
آمنة ) إلا أنه لابد لمرشح مجلس الشعب أن تخرج منه مسيرته في الجمعة الأخيرة والتي
تسبق الإنتخابات لكي يضمن فوزه بالكرسي ..علي مأذنته الصفراء العتيقة يصعد الشباب في
الأيام الأخيرة من
شهر رمضان بعد أن يفتح
لهم خادم المسجد بابها ويودعون
الشهر الفضيل بعبارات
تملؤها الأحزان لرحيله ( لا أوحش
الله منك ياشهر الصيام
..لا أوحش الله منك ياشهر القيام )
بينما نفرح نحن الصغار
بقدوم العيد حيث الملابس الجديدة
والعيديات ..هو شهر الفرحة
بحق وحقيق ..ففي منتصفه
نجلس حول الطبلية الخشب
وكل واحد منا أمسك (منقاش )
لنقش الكحك أو الكعك - كما كان يحلو للبعض ترديدها -
بينما جلس البعض الآخر
علي ( المفرمة ) لعمل البسكويت
فهذا يضع فيها العجين
، وذلك يلقف منها ويرص في الصاج
وأخت تحمل إلي الفرن الطين
الذي جلست أمامه الأم للتسوية ..كل حاجة في البيت ..الدقيق مطحون في ماكينة
( أبورية ) وسكر التموين
والسمن البلدي متخزنة في البيت..
وكذلك أكوام الحطب فوق
السطح وتم إنزالها أمام الفرن ،
وأما ألواح الصاج والمناقيش
والمفرمة فهي موجودة لدينا
منذ أعوام ومن ليس لديه
فيمكنه أن يستلفها من الجيران ..
مازال طعم البسكويت والكحك
والغريبة - والتي كانت أمي
تضع عليها ( الملبس الفضية
) - وهي خارجة من الفرن في
حلقي وكأنني أكلتها أمس
..فلم نكن عرفنا الأفران الصاج
وأنابيب الغاز أو البوتاجاز
والدقيق المستورد الأبيض والذي كنا نطلق عليه ( دقيق زيرو ) ..بعد ذلك عرف الناس الطريق
لأفران الفينو للعمل أو
التسوية ..( شراية العبد ولا تربيته ) حتي السوداني ذهبوا للأفران لتسويته ..ما أحلي
أن تأكل
ماصنعته يداك ..
عقب صلاة الفجر ثم العيد
نذهب للأعمام والأخوال والأقارب
لأخذ العيدية ..( قرش
صاغ ) وكانت خالتي ( فوزية ) - رحمها الله - هي الوحيدة التي تعطيني ( شلن ) ورق جديد
وكنت أحب الذهاب إليها
رغم بعد المسافة فهي تسكن أمام
مزلقان المستشفي ..وأخر
النهار تستولي ( أمي ) -رحمها الله-
علي العيدية بحجة أن الوالد
بعد عودته من العمل سوف
تذهب هي معه لردها علي
أولاد الأقارب ..وربما تحججت
بأن الفئران أكلوا العيدية
ومن يومها وأن أكره الفئران بسبب
ذلك ..البيجامة الجديدة
المخططة ..والتي تم خياطتها عند
خالتي ( بثينة ) - أم
العربي - المنديل القماش للنف ومسح
العرق ..الحذاء الجلد
أبو نعل زلط والذي إشتراه الوالد من
محلات قريبنا عمي الحاج
( محمد أبو حسن أبووالي ) ..في
كرتونة بيضاء أحملها في
حضني متفاخرا بها ومعتقدا أن
كل من يقابلني في الشارع
وينظر إلي أنه يحسدني علي هذه
الكرتونة ..بعد العودة
من رحلة لم العيدية يتم مسح الحذاء
بقطعة من القماش علشان
دي هتبقي جزمة المدرسة عند
بداية العام الدراسي
..وكأنها حديد ..كنا نشوط بها الطوب
والزلط في الشوارع وتبقي
للعيد والعام الدراسي القادم ..
دلوقت تجيب الكوتشي أو
الجزمة ماركة وبالشيئ الفلاني
ومتكملش شهر شهرين وتلاقي
الوش مفصول عن النعل ..
نخلع البيجامة المخططة
الجديدة و نلبس البيجامة القديمة
حتي نتمكن من الجلوس علي
الأرض واللعب في الطين
والتراب ..الإستغماية
.خط إمعيد .التلتاوية .الطاب .السبع
طوبات ..السبع عيون .الطرنجيلة
.صلح الشاب .صلطح .
الكوتشينة أو الرفة علي
صور الفنانين والفنانات ولاعبي
الكرة التي كنا نجدها
في العسلية المغلفة بالورق عند الشراء
وعند المغرب يذهب كل منا
إلي داره بعد أن جلسنا نغيظ
بعضنا بقيمة ماجمعناه
من عيدية .
كانت صلاة العيد في المسجد
وفي أواخر الثمانينات قام
البعض ممن ينتمون لجماعة
( الإخوان ) بإقامة صلاة العيد
في أرض ( باهي ) والتي
كانت تسمي ( ملعب الثانوية )
مكان مدرسة ( الصنايع
بنين ) الآن ..وبعد ذلك تدخلت
الأوقاف وتم عملها في
(الساحة الشعبية ) وتم إحضار
فراشة من ( أولاد صلاح
تميم ) وبعد الصلاة يتم عمل حفل
غنائي في الساحة مع وجود
بعض الألعاب للأطفال وباعة
المشروبات والشيبسي وأصبح
لزاما علي عضو ( مجلس
النواب ) أن يتواجد لمصافحة
الناس والتهنئة بالعيد وتوزيع
بعض الهدايا علي الأطفال
إلي جانب اليفط واللوحات التي
علقها أنصاره ومريديه
أمام مدخل الساحة ..وأما مايلفت
النظر هو خروج جموع الناس
عقب صلاة العيد مباشرة إلي
( المقابر ) لقراءة (
الفاتحة ) للمتوفي لهم حديثا أو قديما
منذ سنوات وتوزيع القرص
أو ( القبوري ) -كما يحلو للبعض
ترديدها - والفاكهة والنقود
علي الفقراء والمشايخ الذي
يجلسون أمام القبر لقراءة
ماتيسر من ( القرآن ) سواء أذنت
له أو لم تأذن ..وكأنهم
يقولون لميتهم ..أحزننا فراقك ..
العيد لا يحلو بدونك
..ولهذا جئناك ..نأنس بك ..وتأنس بنا
..ولأن لي أعزاء في القبور
..أبي وأمي وشقيقي بركات ومحمد ..كما أن لنا شهداء في غزة ..نصر الله أهلها ..لذلك
لا أجد طعما لهذا العيد
وأتذكر قول الشاعر ( أبو الطيب المتنبي ) ..عندما قال في إحدي قصائده ...عيد ..بأي
شيئ
عدت ياعيد .....مش قلت
لك ..أن العيد في جميلة الجميلات
( ههيا شرقية ) له طعم
وشكل مش تلقاه في أي مكان تاني..
وكما يقول أهل الخليج
..عساكم من عواده ...
أحبائي ..كل سنة وأنتم
طيبين وبخير وسعادة .
من الإسماعيلية جدو / جمال
محمود والي
كبير أمناء مكتبات بالمعاش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق