السبت، 7 يونيو 2025

وتذكر الدكتور سعاد ماهرعن الزقازيق

 وتذكر الدكتور سعاد ماهرعن الزقازيق ([1])

الزقازيق من المدن الحديثة الكبيرة في مصر ، تقع على بحر مويس وكانت قاعدة مديرية الشرقية وهي الآن عاصمة محافظة الشرقية . وجاء فى الخطط التوفيقية ([2]) أن السبب في نشأتها يرجع الى انشاء كثير من الترع والقناطر وتعميم طرق الري والصرف في مديرية الشرقية في القرن التاسع عشر ، وذلك لاصلاح أراضيها وتوسيع دائرة العمران فيها لزيادة ايرادات الحكومة من ضرائب الأطيان ، ويقول على مبارك : « لما بدأ العمل لاقامة قناطر محل سد بحر مويس وحضر العمال والمستخدمون أحدثوا بجوارها عششا من الطين والأخصاص على جانبى بحر مويس لاقامتهم وتبعهم في ذلك الباعة نحوها وتكاثرت الناس شيئا فشيئا وازدادت الأبنية الخفيفة وبعد الانتهاء من عمل القناطر سنة ١٩٤٨هـ ١٨٣٢م بقيت تلك المنازل مسكونة و ازداد العمران بها. وأقامت الدولة مسجدا مبنيا خاصا بها ، وأخذت المدينة في الاتساع والعمران حتى أن الدولة جعلتها قاعدة المديرية بدلا مدينة بلبيس. 

وعلى الرغم من أن مدينة الزقازيق تعد من المدن المصرية الحديثة الا أنها نشأت في مناطق وأماكن عريقة في القدم ففى الجنوب الشرقي للزقازيق يوجد تل قديم يعرف باسم تل بسطة ، يبلغ متوسط ارتفاعه نحو ٢٥ مترا ومساحته نحو ستمائة فدان ، وهو غنى بما عثر عليه وما يزال يعثر من آثار ترجع الى العصر الفرعونى والبطلمي والروماني ، وكان هذا التل يعرف عند الفراعنة باسم ( بيرياست ) حيث أقاموا عليه مدينة كانت من أكبر مدنهم فقد

اتخذها بعض الحكام قاعدة لهم ومقرا لحكمهم .

-

أما عن سبب تسمية المدينة باسم الزقازيق فقد جاء في القاموس الجغرافي ([3]) أن جماعة من العمال الذين قاموا ببناء قناطر بحر مويس كانوا من كفر الزقازيق الواقع في شمال مكان القناطر وكان من بينهم رجل مقدام اسمه الشيخ زقزوق اختاره الباشمهندس رئيسا للعمال ، وقد عرف المكان الذي أقيمت فيه مساكن العمال باسم نزلة الزقازيق نسبة الى أفراد عائلة زقزوق المذكور من جهة ، والى كفر الزقازيق موطنهم الأصلى بالقرب من القناطر ، ولما تم بناء القناطر سنة ۱۸۳۲ أصبح من الضروري تسميتها ، فاختير لها اسم قناطر الزقازيق نسبة الى نزلة الزقازيق . ويضيف محمد رمزى وأما القول بأنها سميت الزقازيق نسبة الى نوع من السمك يعرف بالزقزوق وجمعه الزقازيق كان يخرجه الصيادون من قناطرها أو من مستنقع بالقرب منها ، فيرجع الى الصدفة من وجود هذا النوع من السمك الذي كان ولا يزال

يصاد بكثرة من خلف القناطر السابق ذكرها كما يصاد من خلف أغلب القناطربالوجه البحرى ، فظن بعض الناس أن الاسم نسبة الى السمك المذكور ، ثم انتشرت هذه الرواية البعيدة عن الصواب . وكانت مدينة الزقازيق منذ نشأتها تابعة من الناحية الادارية الى مركز القنايات ، وفي سنة ١٨٩٠  فصلت عنها وأصبحت مأمورية قائمة بذاتها وفى سنة ١٨٩٦ نقل المركز من القنايات الى الزقازيق لتوسطها بين بلاد المركز ثم صارت كما قدمنا عاصمة الشرقية .

 

 

 

 

 

 

 

 



[1] سعاد ماهر – محافظات الجمهورية العربية المتحدةو آثارها الباقية فى العصر الإسلامى – الكتاب الرابع 1966م –المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية

[2] على مبارك - الخطط التوفيقية ج ۱۱ ص ۲۳ .

[3] محمد رمزى - القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ج 1 ص ٨٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق